كأنّ السُرّ مرٌّ إحْتواها
وأنّ تراثها أوهى علاها
فسامراء ما عدنا نراها
نوائبها أصابتْ مرتقاها
مكبّلةٌ بأصفادٍ وخوفٍ
محوّطة بمانعةٍ خطاها
نواكِبها توالتْ دونَ جُرمٍ
فأشقتْ كلّ معلومٍ تباهى
إذا سمقتْ بأزمانٍ وكانتْ
فهلْ نسيَتْ بحاضرها مناها؟
مَدينة عزّةٍ حتّى أُهِينَتْ
بأنظمةٍ تعاديها رؤاها
أعاجيباً من الويلاتِ نالتْ
وما مرّتْ على مدنٍ سواها
تتارٌ من تتارٍ أو أخيها
يداهمها بموجعةٍ دعاها
تمرّ بها عصورٌ من أليمٍ
وإنْ برأتْ تولاها عِداها
سلامٌ مِنْ ربى تلكَ الليالي
على زمنٍ تولى في ثراها
فأوقدها بأنوار انبهارٍ
وأخْمَدها وما نكرتْ أباها
هيَ العلياءُ في صُعُدٍ تعالتْ
على حِقبٍ يُساقيها سَناها
تجوبُ ربوعها والناسُ غابتْ
بدائرةٍ تعالجُ مُحتواها
فويلٌ من ذواتِ الحَيْفِ دوما
عليها أجْمعتْ فئةٌ لواها
إلى سرّ المنى وطني المُعلّى
تحيّة وامقٍ يهوى رباها
فتِنتُ بعسجدٍ فيّاضِ نورٍ
من العينينِ ما وسعت سَماها
تساقينا بأحْلام انْطلاقٍ
وكمْ غنِمتْ وكمْ مَنحتْ يَداها
فقلْ سرّتْ وإنْ مرّتْ عليها
أعاصيرٌ يُؤجّجها ضَراها!!