Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الثعبان إنسان!!
الثلاثاء, أيار 28, 2013
د. صادق السامرائي

 

البارحة وقبل غروب الشمس بقليل , وأنا أخطو في حديقة الدار , وإذا بأفعى سوداء اللون وبطول مثر أو يزيد , مستلقية على الحائط المرصوف تحت أشجار الورد الفواحة بعطرها , وكانت تحرك رأسها وتطلق لسانها بنشوة , وهي مسترخية منبسطة ومتفاعلة مع جمال المنظر , وحسبتها تشكرني على النعمة التي هي فيها , أو على هذه المتعة اللذيذة التي تتنعم بها.

مضيت أتأملها , وكدت أن أقترب منها وأربت على بدنها , كنت هادئا ومتأملا المنظر , وأفكر بما تفكر به في هذه اللحظات الوادعة , حيث الأطيار تغرد ألحانها , والأنسام تترنم بنفحاتها المتهادية الرائعة الإحساس.

فكانت الحياة في إحتفالية الإعلان عن نفسها وتعريها أمام أنظار المدركين.

وفي هذه الأثناء  , ناداني صوت إنسان , فأجبته أن يحضر إلى المكان , ويرى ما أعاين وأتأمل , وحالما حضر الإنسان , وإذا به يطلق صيحة فزع وخوف ويتصرف برعب لا مثيل له , فاستدعى الجيران , وحاول الإتصال بالشرطة , وهو يصرخ : إنها الثعبان , إنها الثعبان , أية ثعبان هذه لم أرَ مثلها , إنها كبيرة , إنها سوداء , إنها خطرة  , إنها شريرة , ستهاجمك , ستقتلك...وووو....!

واجتمع الجيران , وأنا لا زلت أتأمل الثعبان التي أصابها الفزع والقلق وأخذت أوصالها ترتعش , وناولني ذلك الإنسان قضيبا طويلا لقتلها!

فأخذت القضيب , وقلت لنفسي : كيف أقتل هذا الثعبان الأليف اللطيف المتمتع بجمال ولذة الحياة؟ وتعالت الأصوات التي تصفني بالضعف والجبن وما إلى ذلك لأني لا أقتل الثعبان!

ومددت القضيب والتفت  حوله بوداعة عجيبة , وكأنها حيوان أليف يداعب بشرا , فنقلتها إلى الأرض الخضراء , وأمسكت رأسها تحت ضغط القضيب , وهي ترتعش خائفة ومندهشة من فعلتي , وكل الذين حولي ينادون بقتلها!

وتساءلت لماذا يريدون قتلها؟

لم تقترف ذنبا , إلا لأنها ثعبان , أو حية , أو أفعى , تتمتع بالحياة الجميلة!

وبين أن أقتلها , أو لا أقتلها , تحايلت على مَن حولي من بني الإنسان , وأرشد ت الثعبان إلى طريق الخلاص , وكأنها إستسلمت لإرادتي , وتحركت بالإتجاه الذي أريدها أن تتحرك فيه , فانطلقت إلى غايتها مذعورة أو شاكرة , لكن حركتها السريعة المستقيمة , كانت تشير إلى الذعر والشعور بالغدر من الإنسان.

وتعللت بأني لم أتمكن منها , لكنني في حقيقة الأمر , أطلقتها لأنها كانت تحت قبضة القضيب القاتلة المسلطة على رأسها , فأرخيته , وحررت رأسها الجميل من تحته فذهبت تلعن الإنسان.

ترى لماذا أراد الإنسان قتل الثعبان التي كانت تتمتع بالحياة , وتتلذذ بمنظر الوجود وسحر الغروب؟

الجميع أراد قتلها لأنها ثعبان؟

فكلمة ثعبان  تثير الخوف والرعب في أعماقنا , وتلهب المشاعر المتصلة بذلك , فهي تعني الموت , ومقرونة به.

فما أن نرى الثعبان حتى يرعبنا الموت , ستلدغنا  وتقتلنا , وفيها نهايتنا.

الثعبان أوجدت آليات سلوكية ونفسية في أعماقنا , ومنذ الأزل , فتوارثناها وأصبحت كامنة فينا , ولا تحتاج إلى تعلم أو تثقيف.

إنه الثعبان وحسب!

وفي واقعنا البشري , كم كلمة تشبه كلمة "الثعبان" , تنطلق بسببها ذات المشاعر التي تطلقها الثعبان وتدفعنا إلى قتلها؟!

لنتساءل , كم من تلك الكلمات؟

وكم منها نستخدم في كتاباتنا الثعبانية؟

فواقعنا يعج بالكلمات الثعبانية , وهناك العديد من الأقلام التي تنتج هذه الكلمات المعززة بالمشاعر والعواطف الثعبانية , فما أن تبرز تلك الكلمة وتقرن بإنسان وفئة وحزب ونظام وغير ذلك , حتى يتحول إلى ثعبان لابد من قتله.

وفي مجتمعات الخراب والدمار , تراكمت الكلمات الثعبانية والمشاعر والعواطف المقرونة بها , حتى صار أبناؤها ثعابين بهيأة بشر!

فهل سنقتل الثعبان الذي فينا , أم نحسب كل آخر ثعبان؟!!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44452
Total : 101