كنت اتوسله طيلة اسبوع ان يبقى ولايسافر ، لقد قرر الرحيل وترك العراق ، فقلت له : لم يبق من العمر شيء ، فأجابني بأن (الاعمار بيد الله ) . هو ينوي السفر لالمانيا .. تاركا كل احبته في العراق .. لكنه صنع لي فرصة كتابة هذا العمود حين قال : الاعمار بيد الله )
ولان هذه المقولة متداولة يوميا بسبب استتباب الموت في العراق منذ زمن طويل ، فكثيرا ما نسمع هذه العبارة واخواتها في المعنى مثل : لا اله الا الله , و البقاء لله ,الخ .. من جمل العزاء التي يحفظها العراقيون عن ظهر حزن ويتداولونها يوميا ولايكاد يخلو يوم من ايامهم دون ان تسجل هذه الجمل حضورها وبصمتها .
ولنعد الى (الاعمار بيد الله ) فاذا كتبنا الكلمة بظهور الهمزة فوق الف كلمة (اعمار) لتكون (أعمار) فلا فائدة ترتجى من مقالي هذا اما اذا كتبنا الهمزة تحت الف كلمة( اعمار) لتبدو (إعمار) فان القوائم الانتخابية ستسارع لتقديم الشكر والتقدير لي كوني انقذتهم من احراج كبير في البحث عن شعار انتخابي لايكلفهم شيئا وهو (الإعمار بيد الله ) عندها لا احد يجرؤ على معاتبتهم او مطالبتهم بإعمار العراق ... لذا وجب التنويه بأن حقوق الشعار محفوظة. اعود الى صديقي أحمد عباس الذي ينوي الهجرة الى المانيا واقول له : خرب ألمانيا .. يمعود ترى (الاعمار بيد الله )..