لم يكن خافيا على احد موقف الدول التي دعمت وعززت مراحل الارهاب في المنطقة منذ اكثر من عشر سنوات مضت على العراق بعد ان تخلص من نظام الديكتاتورية البغيضة حيث كان تلك الدول تمول وتخطط وتعمل على تغيير الانظمة في المنطقة وتحديدا العربية السعودية وقطر اللتان عرفتا بشكل واضح انهما يدعمان تغيير الأنظمة العربية التي يمكن ان تؤثر على سياساتهما امام شعبي الدولتين ما اضطرها الى الدعم الكامل للكثير من الحركات المتشددة والارهابية في تونس ومصر وليبيا وسوريا والعراق حيث كان العراب لكل ذلك بندر آل سعود ورئيس المخابرات القطرية من خلال اجتماعاتهم المتكررة في العاصمة التركية اسطنبول وهو ما جعل من الدولة التركية ان تكون الركن الثالث الداعم لقوى الارهاب في العراق وسوريا ليصل الوضع الامني الى ما وصل اليه اليوم .
وعند سؤال السيد رئيس الوزراء العراقي العبادي عن ازدواجية مشاركة بعض الدول في الحرب على داعش ومنها هذه الدول اشار بشكل واضح ان اللقاء مع اوباما اوضح ان الدول الخليجية تتسابق على مواجهة داعش عسكريا وانهائهم ولم يذكر الدولة التركية قط وهذا ربما يوحي بشكل واضح الاتفاق الذي حصل بين حكومة الاخوان التركية من قبل اردوكان واوغلوا على عدم محاربة داعش مقابل اطلاق سراح الرهائن الاتراك بل هناك اتفاقات اخرى كما يبدو من خلال الاشرطة الفيديوية المسربة عن ان عناصر التنظيم سوف تتمتع بالتواجد على الاراضي التركية وكذلك العناية الصحية في مستشفيات تركيا في حال تم جرحهم خلال الحرب الموجهة اليهم او ربما سيفسح لهم المجال من قبل اردوكان على ان يحتموا في منطقة عازلة على الحدود التركية العراقية السورية لتكون مأمنا لهم من القصف الجوي لقوى التحالف الدولي ، ولذلك هذا ما يدفع بالحزب القومي التركي والاحزاب المعارضة الاخرى الى التحقيق عن حقيقة الصفقة في اطلاق السراح الذي حصل مع الرهائن الاتراك خصوصا وانهم (داعش) قتلوا عددا من الاتراك المدنيين في مراحل سابقة وهذه لن تمر على الاحزاب التركية دون محاسبة ارودكان اذا عقد صفقة مثل تلك الصفقة الخبيثة ، وبالتأكيد ستكون تلك الصفقة لها تأثيراتها السلبية على الوضع في العراق مع حرب دولية على هذا التنظيم فيما اذا وفرت له ملاذات امنة الى حين الاستقرار ثم تخرج تلك الوحوش من جحورها لتقتل وتفتك مرة اخرى .
لذلك لابد من قرار دولي واضح لمحاسبة أي دولة تؤي او تساعد او حتى تعطي معلومة لهؤلاء المجرمين حتى لا يتمكن مثل اردوكان وغيره من الدول حتى العربية ان تعمل على مساعدة هذه التنظيمات الارهابية ، واعتقد ان السيد العبادي كان تصريحه واضح حول المشاركة العربية والتي لم يذكر في سياقها الموقف التركي وهو ما يعني ان تركيا مستمرة في قتل الشعب العراقي بحماية داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية.
مقالات اخرى للكاتب