في كل عام هناك أناس شباب وكبار في السن يتخرّجون في الكليات والمعاهد العراقية ويفرحون وابتساماتهم عريضة بشهاداتهم العلمية يتباهون بها أمام الآخرين على أمل احتسابها لهم أذا كانوا موظفين معينين في دوائر الدولة أو خريجين يرومون الحصول على وظيفة مناسبة للاختصاص ، والمجتمع يصفق ويهلل لهم ويؤمن بقدرات هذه الفئة التي ستكون يد العون في تقدّم وتنمية وازدهار البلد، ولكن الإهمال مصيرهم بعد التخرج خاصة أصحاب الشهادات العليا !! ومن لديه واسطة برلمانية أو وزارية هو الفائر بالوظيفة ليس غير .. ولكن ماذا عن الآخرين وماذا بعد ذلك؟
ماذا سيقدّمون للمجتمع؟. إنهم لم ولن يقدّموا له سوى الهجرة والبطالة وافتراش الشوارع والساحات العامة للبيع بالمفرد … وسيسوقونهم للانحراف سوقاً. . فبالله عليكم كم من مريض وضع حياته أمانة عند طبيب يرى فيه نور الأمل بأن يُشفى، ولكن هذا النور ينطفئ ويتحوّل إلى ظلام سرمدي دامس , يطفئ حياته نتيجة أرتفاع أجور الأطباء والأدوية والمختبرات مع انتشار المستشفيات الأهلية كذلك أنتشارالرشوة و لواسطة كذلك انتشار المدارس والكليات الأهلية الباهظة التكاليف .. ما ذنب هذا الخريج ؟ هل تخرج ليقعد في البيت أم ليعمل ومن يوفر لهو فرصة عمل والبلد يعيش أزمة مالية خانقة تتطلب منه ضغط النفقات وطلب الديون الخارجية بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب الضارية على مغول العصر داعش وأخواتها؟ الدولة أم القطاع الخاص الذي يعيش حالة شلل تامة بسبب المستورد الإيراني والتركي والصيني.؟
في الحقيقة إن كل عمليات الفساد المالي والإداري من اختلاس، وأموال مسروقة ووساطة لا يدفع ثمنها إلا المواطن العادي، والأمثلة كثيرة وما خفي أعظم… فمتى تستيقظ ضمائرنا؟!.
مقالات اخرى للكاتب