Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هذيان الأقاليم!!
الاثنين, نيسان 29, 2013
د. صادق السامرائي

 

الهذيان إنحراف في الرؤية والتصور والإدراك , وينجم عن تأثيرات سُميّة على الدماغ , كالخمر والمخدرات والأدوية والأمراض , وإرتفاع درجة حرارة الجسم.

وعندما يهذي البشر يرى أشياءَ غير موجودة , أو يراها بصورة أخرى , أو على غير هيأتها , فيحسب الرسم على الحائط وكأنه آفة , أو مخلوقا يتحرك نحوه .

وتتطور الهذيانات الحسية والإدراكية لدرجة كبيرة ومرعبة , والكثيرون منا على معرفة بهذيان المخمورين , عندما ينقطعون عن تناول الخمر لبضعة أيام.

وقبل أسابيع إلتقيت بأحد الرسامين الذين أعرفهم منذ عقود , فوجدته في حالة هذيان واضح , لعدم قدرته الحصول على الخمر لثلاثة أيام متواصلة.

وهذيان الأقاليم , يبدو أنه ناجم عن حالة سكر أصحابه بالأفكار السامة التي أثرت على مداركهم , وشوهت قدرات بصرهم وفهمهم للأشياء من حولهم , فما عادوا يرون الوطن , وإنما صار يُهيّأ لهم بأنه عبارة عن آفات مرعبة متصارعة , وما عليهم إلا أن يستنجدوا بآفة على أخرى , ويعلنون بأنهم أحد هذه الأوافي المخمورة بأفكارٍ مسعورة , أو محقونة بصديد الأضاليل والأحابيل والغايات الكامنة في قلوب الأباليس , من شياطين الخراب والدمار والهلاك المبين.

هذا الهذيان الذي نقرأ أعراضه في كتابات كثيرةٍ , يقدم أصحابه أنفسهم وكأنهم في غفلة عن طبائع الأمور, وقوانين التأريخ وإرادة الأرض ومنهاج الأكوان والعصور , ويحسبون أن الأوطان الأرضية قد تكونت وفقا لمشيئة هذا وذاك , أو أنها تم صياغتها وفقا لمفاهيم آنية وتصورات مرحلية , وفي هذا يكمن جوهر الهذيان  ومفرداته , وما يمليه على أصحابه من تهيؤات وسلوكيات لا تؤازرها إرادة الحياة , ومنطق التواصل والبقاء والنماء.

فالأوطان تكوّنت وفقا لإرادة الجغرافية والتأريخ والمسيرات الحضارية , والتفاعلات الأرضية الراجحة والمؤازرة لكيان الأرض , وقوانينها وثوابتها الدورانية في أفلاك المجموعة الشمسية والكونية, ولا دخل لهذا وذاك في صياغة حالة الوطن وملامحه الجغرافية والجيولوجية , لأن الأرض ذات صياغات تتكامل فيها عناصر الحياة ومفردات البقاء , وكل وطن عبارة عن عضو مهم في كينونتها.

ولا يمكن في هذه الحالة , تقطيع أوصال بدن كرتنا الأرضية , وتعطيل أعضاءها , والتوهم بأنها مجرد تراب , فالأرض كائن حي , والأوطان أعضاء , لها وظائفها في ديمومة حياته ودورانه.

ووفقا لذلك , فالوطن إرادة أرضية وكونية , وقوة ضرورية لحفظ التوازن الكوني بتفاعله مع كيانه الأكبر. وبهذا فأن التصور بأن البشر يمكنه أن يقطّع أوصال وطنه , إنما يعني فيما يعنيه , أنه أخذ يتصرف وفقا لمنهاج إنتحاري إنقراضي , لا يؤهله للحياة والتواصل عبر الزمن القادم.

وهكذا فأن القول بأقلمة الوطن وتبضيعه , إنما يُحسب هذيانا وسلوكا إنتحاريا أكيدا , وراميا إلى الفناء الحتمي , والموت الحضاري المفاجئ الرجيم.

وإن وجدتم بدنا يعيش من غير قلب , أو رأتين أو كليتين أو كبدٍ فأنتم الصادقون!

فاستفيقوا من هذيان الأقاليم , إن كنتم تعقلون!!

واعتصموا بحبل الوطن , وإلا فأنتم المنتحرون!!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40083
Total : 101