لقد شعر بالحرّيّة الكاملة لأوّل مرّة في حياته بعد أن خلّص نفسه من معتقد احتكار الجنّة خاصّة الإخوان المسلمين وعرف بحسّه البشري أنّها تخصّ الجميع وتعود ملكيّتها لله وللشعب مثلها مثل "النار" تمامًا ..أوّل ما بدء جمال "يحقّق اللي فنفسوا" وبحرّيّة كمن أطلق يده لا يبالي على مائدة تحوي ألوان الطعام الشهيّ ومن دون مبالاة مخافة نهر من أحد أو تهديد بوعيد ,أخذ جمال يلفّ ويدور بملء حرّيته حول مجموعة "المُحتكرات" الناهبة بطبيعتها العدوانيّة لأموال الشعب وأبرزهنّ قناة أو قنال السويس ..بدأ يفكّر كيف ينتزع هذه الشركات الغربيّة المنتفعة من القناة المصريّة فاستغلّ انسحاب أميركا المهين لمصر عن تمويل سدّها العالي فأعلن جمال تأميم القنال ,فسحبتا "بريطانيا وفرنسا" المرشدون من القنال لإثبات أنّ مصر لا تستطيع وحدها إدارة القنال بعدما رفض جمال احتجاجهم على اعتبار القناة رمز من رموز السيادة المصريّة فنجحت مصر في إدارة القنال يتقدّمهم مهندس التأميم "محمود يونس", برفقة زملائه المهندسان "عبد الحميد أبو بكر محمّد عزّت" وبعدما التفّ الشعب حول رئيسهم وساندوه فتواصل تشجيع الشعب لجمال ولم يتركوه بنصف الطريق ,فتشجّع هو لأن يقلب مصر من بلد زراعي فقط ,إقطاعي ومتخلّف ,وبغضون بضعة سنين إلى بلد متقدّم فاق إسبانيا وإيطاليا آنذاك وكثير من دول أوروبّا ,حصل كلّ ذلك باعتماد الرئيس الشعب ,كما يحصل اليوم في ساحة التحرير عندنا ينادونك بجرأة وعزم على الوفوف معك وأنت تتردّد؛ مع كلّ خطوة جريئة لصالح مصر وشعبها ..المهم في الأمر ,لم يكن ليحقّق جمال تلك المنجزات لو استمرّ بين أحضان حزب ديني ثبت بالأدلّة العديدة الجهات الخارجيّة المموّلة وارتباطاه بها ,وهذا ديدن جميع الأحزاب الإسلاميّة أو الدينيّة في العالم ,وسوف لن يستطيع تأميم القنال ولا معامل النسيج الضخمة ما دامت الإرادة مرتهنة خارج مصر لولا وقوف الشعب بثبات يشجّع الرئيس المصري والرئيس يستجيب.. سيّدي العبادي ..نحن وأنت نؤمن أنّ الله لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها ,وسعها أيّ كلّ نفس ,جميعها" تستطيع تنفيذ ما موكل إليها ,ولكن لنطلق الفهم السائد أنّ هنالك نفس تستطيع ونفس لا ؛أنّكم سيّد العبادي لا تستطيعون وفق الظروف هذه ,لكنّك ستستطيع فيما لو "امتحنت" الجماهير الّتي خوّلتك ,أعلنت هي ذلك ولأوّل مرّة في التاريخ تخوّل رئيسها بانتخاب عفوي ولا أعظم ,دون أن تطلب تفحّص إمكانيّاتكم سيّد العبادي ,لأنّ الجماهير بحسّها البشري تعلم تفسير الآية الصحيح أنّ نفسك أنّ أيّة نفس "وسعها" دون فقه لغوي ولا يحزنون لأنّ الأحاسيس الصادقة هي من تفسّر الأحداث والقرآن معًا وبالشكل الواقعي الصحيح ..القائد العام "لمجلس قيادة الثورة" تتذكّرونه.. كي لا نذهب بعيدًا ,فهو بالأمس القريب ,قال وبالحرف الواحد: نحن نصدر قراراتنا وفق ما نراه ووفق ما نرغب ,فالقوانين لدينا مثل المطّاط نشكّلها لصالح الشعب حيثما نريد ودون تدخّل أحد داخلي كان أم خارجي" ,ولو اطّلعتم سيّدي العبادي على أعداد قرارات "مجلس قيادة الثورة" بعيدًا عن أخطاء سياسيّة سوداء ,تطبيقها كان يتم فورًا لمجرّد إعلانه بالتلفزيون ومن دون وصول تحرير "القرار" للجهات المعنيّة بها ,ستجدها جميعًا كانت في صالح الشعب ,ليس فقط زمن النظام السابق بل منذ أوّل اعتلاء للفكر الثوري السلطة زمن عبد الكريم قاسم ..
مقالات اخرى للكاتب