الفرصة التي امتلكتها انت لو كانت عند غيرك لربما كان افضل منك ، الإنجاز الحقيقي هو ما صنعته خارج تلك الفرصة السانحة ، بالتحدي وبالإصرار وبالتغرب وبالعذاب وبالجوع وبالألم وبالثقة وبالعوم ضد تيار فرصتك الرديئة، انجازك هو ماحققته خارج سياق حياتك الطبيعية .
الفرصة لا تعني ركل الكرة لإدخالها في الشباك فقط ، وانما تعني مسيرتك المتكاملة والظروف التي وفرتها لك الحياة ووفرتها لك العائلة ووفرها لك المجتمع ووفرتها لك جيناتك الوراثية ووفرها لك البدن ووفرتها لك الروح ووفرها لك الحظ ووفرتها لك العافية.
< التحق بنا زميل في المرحلة الجامعية الأولى بعد فترة من بداية العام الدراسي ، كان قادماً من امتحان خارجي ، وكان قادماً من منطقة ريفية ، وكان يتكلم بصعوبة بالغة ، يتلعثم بشدة لو كانت عند غيره لفضل الصمت ، لكنه كان واثقاً من نفسه بشكل مثير ، وعندما يرفع يده دائماً ليجيب على السؤال يأخذ وقتاً طويلاً جداً لينطق بالكلمة ، وربما كانت المرات الأولى تثير بعض الإنتباه وربما السخرية ، لكن ثقته واصراره العجيب وقفت بوجه الجميع واجبارهم على الإحترام ، وللامانة ، كان الكل متفهماً ولم اسمع يوماً كلمة من زميل او زميلة تحاول الإنتقاص منه او من تلعثمه ، مع ذلك استطاع ان يكون الأول على الدفعة ويذهب بعد ذلك لإكمال دراسة الماجستير وبتميز ايضاً ، نسيت ان اقول ايضاً انه كان قادماً من بيئة متشددة دينياً ، كانت سبباً في استشهاده في احداث 2006 بعد معركة خاضتها عائلته ضد القاعدة >
ستجد ملايين العراقيين من الذين فقدوا فرصهم قبال فرصتك السانحة فلا تحاول ان تسيء لهم بإفراط ، وربما لو امتلكوا فرصتك لكانوا افضل منك !
ليس هذا للتقليل من انجازات البعض طبعاً لكنه ربما للتذكير بعذابات الآخرين .
لذلك فالإنجاز لا يقاس بالشهادة العليا او بالتخصص ، فلو امتلك البعض فرصتك لحققوا مثلها او افضل منها .
الإنجاز الحقيقي هو سباحتك ضد تيار فرصتك الرديئة ، ثقتك بنفسك واصرارك على بلوغ هدفك الإنساني .
فرب معلم افضل من دكتور ، في الإنجاز .