Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
خطيئة المثقف المؤدلج
الخميس, كانون الثاني 30, 2014
ثامر عباس

على مدى زمن الاضطراب السياسي والاحتراب الاجتماعي والاغتراب النفسي ، لم نفتأ نؤكد على حقيقة إن الفاعل الاجتماعي (= المثقف) هو قرين المبدع للأفكار المتمردة على الاحتواء ، والخالق للثقافات الثائرة على الانعزال ، والمنشأ للمعارف العصية على الاجترار . وهذه القدرة على الخلق وذاك الإبداع وتلك المعارف لا تاتي من سديم العدم ولا تنبعث من شقوق الفراغ ، كما أنها لا تتحصل بالفطرة المنسلخة عن الواقع المكفهر والمتعالية على همومه الصاخبة والمفارقة لانشغالاته الضّاجة ، بل الأحرى أنها بمثابة الرغبة المجدولة بالمعاناة والتطلع المسبوك بالألم ، أي معاناة البحث عن الحقيقة وألم التنقيب عن اليقين . على إن هذا الأمر لا يجري على هذا المنوال دائما"ولا يمضي بتلك السلاسة في الغالب ، إذ في لحظة من لحظات العجز عن مغالبة شبق الإغراء المادي / المصلحي ، والنكوص عن مقاومة شهية التبجّح المظهري / الاستعراضي ، ينزلق البعض من المثقفين نحو شراك الانبهار الإيديولوجي وينجذب صوب إغواء المكاسب والمآرب ، معتقدا"بأنه قد أحسن الاختيار وحسم المفاضلة بعدما حقق غايته وأكمل رسالته ، حين يوظف عدته المعرفية ويجير ملكاته الثقافية لصالح هذا التيار السياسي أو ذاك ، لهذه الفئة الاجتماعية أو تلك . متجاهلا"، بلّه جاهلا"، خطورة دوره التاريخي وجسامة وظيفته الحضارية ، في إطار محاولات تعشيق الوعي الممكن بالواقع المتاح ، لجعل عناصر الأول تستوعب وتتمثل معطيات الثاني ، ومتنكبا"منهجية تفكيك البنى وتحليل الأنساق وزحزحة المعتقدات ، لا لكي يؤقنم قيمه (= الواقع) ويؤله مؤسساته ، وإنما لكي يفعّل طابع المرونة خلال تفاعلاتها ، ويؤصل مبدأ الشفافية في علاقاتها . وفي حدود هذه الإشكالية المأزقية تلتبس علاقة المثقف المؤدلج بالواقع المقصود تغييره ، وتحتبس صلته بالمجتمع المراد تطويره ، ليس لأن قدرته المعرفية لم تعد تسعفه على استقصاء العناصر المؤثرة فيهما ، واستكناه العوامل المحركة لهما ، وإنما لكونه حطم القواعد وانتهك البديهيات المسؤولة عن ربط المتجاور وضبط المتغاير ؛ بين عناصر الوعي الذاتي للفاعل الاجتماعي بكل نزواته ورغباته وتخيلاته من جهة ، وبين مكونات الواقع الموضوعي بكل تقلباته وانحناءاته وانكساراته من جهة أخرى . من هنا تبدأ معضلة المثقف المؤدلج بالتفاقم وتستحيل إلى أزمة وجدانية خانقة ، حين يخبو وهج عطاءه الفكري ويضمحل فيض توتره النفسي ، ويشرع بالتحول من مفكر نقدي يجوب الفضاءات الثقافية ، ويستطلع التخوم الاجتماعية ، ويسبر الأغوار النفسية ، ليكشف المستور فيها ويفضح المسكوت عنها ، إلى داعية إيديولوجي ممتثل لسلطة خارجة عن إرادته ومتحكمة في قناعاته ، همّه خنق الحقائق وتشويه الوقائع وتبرير التجاوزات . وضمن هذه الأجواء الموبوءة والعلاقات المشبوهة يصبح (( الفكر – كما يؤكد الكاتب الفلسطيني فيصل درّاج – صامتا"ومحاثيا"لواقع صامت ، ينتهي دور الفكر ويبدأ في اجترار ذاته الموائم للسلطة . ففي زمن الصمت تنعدم الأسئلة ويتلاشى الفضول وتهرب الدهشة ، ويبقى الواقع الصامت والزعيم الناطق والمواطن السجين ، أي ينتفي ويفنى كل جديد ومبتكر وإبداعي ، وتبدأ ثقافة الانحطاط التي لا تعرف السؤال ولا الجواب ، تبدأ ثقافة (النعم) كي تمد في عمر الواقع المتردي وتكرس هزيمة الإنسان )) . والحقيقة انه لا يعيب بعض المثقفين من اتخاذ موقفا"أو تبني تصورا"يتسم بالطابع الإيديولوجي أو يحمل دلالة تحريضية ، حين يتعلق الأمر بطور من أطوار نضالهم الوطني وتحدياتهم القومية ، لاسيما ضد الظاهرة الاستعمارية وما يتمخض عنها من مخاطر سياسية ومساوئ اجتماعية وأضرار اقتصادية وتهديدات ثقافية من جهة ، وحيال القضايا الإنسانية الملحة ؛ كالموقف من الحروب العدوانية والصراعات العنصرية والجرائم الإرهابية وما شاكل ذلك من جهة أخرى . طالما إن التعاطي مع هذه المسائل وتلك القضايا ، ينطلق من اعتبار إن النسق الإيديولوجي وما يشتمل عليه من أنماط فكرية ودلالات قيمية متنوعة ، يعدّ مكون أساسي من مكونات أي مجتمع . فضلا"عن كونه ينسج مع بقية الأنساق الأخرى السياسية والاقتصادية شبكة الجدلية الاجتماعية ، ويشكل رافد من روافد ديناميتها الذاتية ، من حيث إن الإيديولوجيات – كما يشير المفكر سمير أمين – (( هي أثمار ظروف تاريخية معينة ، فهي تظهر للإجابة على الأسئلة المطروحة في المجتمعات ، خاصة حينما تكون الخيرة في أزمة ، فتكون الإيديولوجيات عندئذ نقطة تبلور وتجمع قوى اجتماعية قادرة على طرح مشروع للخروج من الأزمة )) . غير الاندراج مرحليا"ضمن هذا النسق ، بغية توظيف عناصره واستثمار مؤثراته ، لتجاوز ظروف الأزمة وتخطي عواقبها شيء ، والتموضع في إطاره والتخندق خلف قيمه والاندغام ضمن خطابه ، كخيار دائم وإمكانية مستمرة شيء آخر تماما"، لا مناص من أن يشكل مثلبة تطال هيبة المثقف وتحط من اعتباره ، فضلا"عن كونها حالة تؤشر ارتداده عن دوره المميّز وتخليا"عن وظيفته الاستثنائية . كما وتفضي به إلى التنازل عن خاصيته الفريدة ، حيال شمولية رؤيته للواقع وشفافية طرح مشاكله وجذرية معالجة عيوبه . وبما إن المثقف المؤدلج لا يرى الواقع إلاّ من خلال موشور إيديولوجيته ولا يسمع إلاّ ما تمليه عليه مصالحه الطبقية أو العصبوية ، فانه يحاول أن يخلع عليه كل ما يريد أن يراه فيه ويرغبه منه ، لا كما هو موجود بالفعل وقائم بالضرورة ، بحيث تستحيل حقائق الواقع وموضوعاته إلى حقيقته هو ، محولا"إياها إلى مادة صلصالية لانشغالات فكره وألاعيب خطاباته ، مما يستتبع أن يغدو الواقع عصيا"على الفهم وممتنع على التحليل . ذلك لأن صرامة منطق هذا الأخير وموضوعية قوانينه لا ترحم من يعبث معها ، ويتنطع لتجاهل ضرورتها في تشخيص ما هو كائن ، واستخلاص ما هو قيد التكون ، واستنباط ما يحتمل أن يكون من ظواهر اجتماعية وسياقات تاريخية وأنماط حضارية . عندها يقع المحذور المنهجي وتحدث القطيعة المعرفية وتغلق منافذ التواصل ، بين واقع آيل إلى الحركة والانثيال والتفلت من قبضة الثبات والسكون من جهة ، وبين قدرة الوعي على مسايرة هذا الحراك ومواكبة مساراته من جهة أخرى . وهنا غالبا"ما نقع على ظاهرة اغتراب المثقف المؤدلج عن واقعه وانقطاعه عن بيئته ، إذ إن ((الايدولوجيا – كما يقرر الفيلسوف الفرنسي لويس التوسير – خاطبت دائما"سلفا"الأفراد كذوات رعايا)). بمعنى أنها تستنزف طاقاته الإبداعية وتستأثر بقدراته الثقافية وتحيله إلى ما يشبه الفارس (دون كيشوت) ، حين تصدى لمحاربة طواحين الهواء بسيف من خشب . والجدير بالملاحظة إن الخصومة الناشئة بين المثقف المؤدلج من جانب وبين الواقع الموضوعي الذي ينتمي إليه من جانب ثان ، هي خصومة مفتعلة سببها إن تقييم الأول لطبيعة الثاني تقييم خاطئ ، ناجم عن قصور الوعي المتأدلج خلال استحضاره خارطة الواقع لمعرفة خواصه ، وتدني قدرته على تحليل عناصره ، وتشوش رؤيته للاحاطة بمكوناته ، وفشل سعيه لتصنيف علاقاته . وعليه كلما أمعن الوعي المتأدلج حيال تمسكه بواحدية تصوره وتفرد مقاييسه ، كلما أسرف ، بالمقابل ، الواقع في غموض بناه وتعقيد أنساقه واستعصاء قوانينه ، وبالتالي كلما تخلف الوعي عن مجاراة الواقع في حراكه والانفتاح على تطوره ، كلما انكفأ صوب الأوهام وتقهقر نحو السفسطة .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44905
Total : 101