ألا صَدحتْ بأرواحٍ رؤاها
وألقتْ حِمْلها ورَعتْ عُلاها
وجابتْ أرضَها ترنو ازْدهاءً
فأعْطتْ كلّ حالمَةٍ مُناها
ربيعُ النفس مَقرونٌ بحبٍّ
وإنّ الحبّ ما حَسُنَت سُقاها
كأنّ ربيعَنا أعراسُ ودٍّ
معطرةٌ توافينا شَذاها
عِراقيّونَ ها نحْنُ الْتقيْنا
فحدّثْ عنْ مَباهِجنا تراها
صَعَدنا فوقَ عاليةٍ وأعْلى
ومِنْ عَجبٍ يُسابقنا ذراها
بلادٌ في مَرابعها ابْتداءٌ
ومَكتوبٌ وتشريعٌ حَداها
وفيها أصْلُ أنوارٍ أضاءتْ
ويبقى شاخصا أبدا سَناها
ربيعٌ من أزاهير إنْتماءٍ
لألوانٍ فهلْ عَشِقتْ أباها
هيَ الْدنيا بما رَحُبَتْ وجادتْ
أ نؤذيها فتدْعونا عِداها
سلامُ الروح يا وطنَ انْطلاقٍ
بآفاقٍ يُداعِبُنا هَواها
فيا أمّ الربيعِ لنا ربيعٌ
يُغازلنا ويَمنحنا انْتباها
ويَجْمَعنا على مُرُجِ احْتفالٍ
كأنّ رجاءَها فينا تزاهى
إلى جَبلٍ وأوديةٍ ونهرٍ
وساقيةٍ وينبوعٌ سَقاها
وقنديلٍ إذا هَتفتْ قلوبٌ
يُجامِعُها ويَغدو مُلتقاها
على سَفحٍ بهِ الأحْلامُ تربو
وإنّ الشوقَ من وَلهٍ سُداها
حَبيبةُ عاشقٍ في فجْرِ أحْيا
أذابَ الحبَ أرواحاً نِزاها
فمِنْ زاخو إلى فاوٍ تراءَتْ
كواحدةٍ بمشكاةٍ هُداها
عَشِقتُ ربيعَنا يا ضوعَ زهرٍ
على صدرٍ على مُقلٍ تباهى
وأطعَمنا مِنَ الحُسُن المزكّى
جَمالُ النفس رائعةً حَباها
فهيّا نحوَ رائمةِ اتْحادٍ
فإنّ الأرضَ في صُوَرٍ زُهاها
ربيعٌ في تنوّعهِ افْتنانٌ
وبَسمةُ بهجةٍ دَوْما رَعاها
تُعلًّمُنا الفصولُ بَيانَ صِدْقٍ
وتُرشدنا ويُدرينا نُهاها
ومَن قرأ الدروسَ بلا اتْعاظٍ
أعادَ كلومَها أحْيا دُجاها
ربيعُ العمر يا زمنَ ازْدهارٍ
ألا وَصلتْ أمانينا الْجباها؟
سَعادةُ أمّةٍ في جَمْعِ شَملٍ
فلا تعتبْ على عُسُرٍ دهاها
ربيعٌ سوفَ يُلهمُنا رجاءً
بأنّ الحبّ قد جلبَ الرفاها!!
*قنديل: جبل قنديل