كانت ولاتزال نظرية تقسيم العراق قائمة وقد أخذت عدة مسميات ووصل الأمر الى امكانية تقسيم المواطن نفسه الى اجزاء لكي يحكم بعض السياسيين المغرضين سيطرتهم على المواطن والوطن ولأهداف كثيرة أقلها خدمة الأجنبي.
من التقسيمات، مقموعة غير معلنة ومنها مسموعة تجري على ألسنة الجماهير، هي أصلا تقسيمات مريرة مثل :
الشمال والوسط والجنوب، كرد وعرب، مسلم ومسيحي، شيعي وسني، شروكية وغربية، عراقيو الداخل والخارج..الخ.
التقسيمات لا تخلو من تقسيمات أخرى مثل: أكراد الطلباني وأكراد البرزاني، المسلمين قسم ربع عمر وربع علي، ثم تقسيم العشائر آل فلان وآل فلان، ريفي وحضري…
التقسيم هذا أيضا لا يخلو من تفرعات وتفرعات مستمرة وهكذا ..
وصولا الى تقسيم المواطن الواحد على نفسه قسمين أيسر وأيمن حتى يصل الى شلل شقي أو شقيقة ولا يتركه السياسي الى هذا الحد !.
الشعب يعرف المهنة أو الحرفة ومن يؤديها، فالنجار يصنع المواد الخشبية للمواطن، القصاب يبيع اللحم للمواطن، المعلم يعلم المواطن، المحامي يترافع عن المواطن، السماك يبيع السمك للمواطن، الطبيب يعالج المواطن، هكذا كل المهن والحرف.
لكن السؤال: ماذا يعمل السياسي؟.
انه يعيش على كل هؤلاء، نقصد السياسي غير الوطني ولا الانساني. يعيش السياسي على دماء المواطن وجهده وعضلاته وفكره، ولا يتوقف عن تدمير كل هؤلاء بإسم المواطنة والوطنية، هذا السياسي من غير النخبة الوطنية هو المدمر للحياة كلها.
التقسيم والمهنة تشبه حكاية المواطن الحمال وذلك التاجر السياسي.
استأجر رجل حمالا ليحمل له قفصا فيه صحون زجاجية راقية الثمن على أن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها بدلا من الاجور النقدية ولم يكن يعرف هذا التاجر ان الحمال اتعبه الزمن وكان من ذوي الخصال الحميدة والوطنية الرائعة، لم يكن بهذا الحال لولا هذا التاجر وأمثاله.
حمل الحمال القفص، فلما بلغ ثلث الطريق قال: هات الخصلة الأولى.
قال التاجر: من قال لك ان الجوع خير من الشبع فلا تصدقه.
فقال الحمال: نعم.
فلما بلغ ثلثي الطريق قال: هات الخصلة الثانية.
قال التاجر: من قال لك ان الفقر خير من الغنى فلا تصدقه. قال الحمال: نعم. فلما انتهى الى باب دار التاجر قال: هات الخصلة الثالثة.
قال التاجر: من قال لك انه وجد حمالا أرخص منك فلا تصدقه.
فرمى الحمال القفص على الأرض وقال للتاجر:
من قال لك ان في هذا القفص صحن واحد صحيح غير مكسور فلا تصدقه.
مقالات اخرى للكاتب