وقعت حادثة قتل قبل اشهر ، بسبب خلاف عشائري ، وكان الضحية شخص مسالم وطيب وليس له علاقة بما جرى سوى انه قريب لأحد الطرفين .
تطورت القضية بعد ذلك لتشهد حادثة قتل اخرى واصابات مختلفة .
انتعش الكثير ممن يستمتعون بالمشاكل ، يضربون العشا مع اهل القاتل ويتغدى مع اهل القتيل ، يأكل ويشرب ويدخن على حساب صاحب المصيبة بحجة انه يدافع عنه، وجيب عطوة ورجع الفصل ، وجيب الكَـعدة ورجع مؤتمر المصالحة الوطنية، بعضهم يعرض عضلاته ليبرز استغلالاً لهذا الظرف العصيب فيلعب على مشاعر وعواطف الطرفين ، وبعضهم لم يكتف بذلك بل راح يحشد هذا الطرف على ذاك بنقل كلام اهل المقتول لأهل القاتل وبالعكس ، لأننا يمكن ان ندرك الحالة الهستيرية التي يمر بها الناس بوجود هكذا مصائب .
حكمة بعض من تدخل في القضية وحكمة والد القتيل الأول استطاعت ان تنهي القضية بوقت قياسي اذا ما قورنت بقضايا مشابهة ، لكن ذلك لم يرح من يعتقد انه خسر فرصة مهمة في ان يستفاد من مصيبة غيره مادياً ومعنوياً !
في الصراع الطائفي ومصائب الحروب الأهلية يبرز الكثير من هؤلاء ، فهم يستعملون عاطفة الناس وعقائدهم لمصالح شخصية ، ويعملون على ان لا تنتهي تلك المشاكل وانما يأملون بزيادة وتيرتها ، فكلما اشتعلت اكثر كلما استفادوا وبرزوا وقادوا وسادوا اكثر .
لا يهمهم من يموت بل تهمهم مصلحتهم ، حيث ينتعش الفساد وتنتعش السرقة في اجواء كهذه وينتعش الإنتهازيون والكذابون والمتاجرون بدماء الناس وعذاباتهم .
مؤتمرات وندوات للمصالحة تُسرق بها الملايين ، واجتماعات لقادة الطوائف وامرائها لتجييش الناس و كل ذلك يتم بمساعدة قنوات ووسائل اعلام متخصصة بالفتنة ومستفيدة ايضاً .
فهل من حكيم مثلك يا حجي جلال ليسكت تلك الأصوات النشاز ، تلك الأصوات التي لولا الطائفية والعرقية لما عرفها احد لأنها لا تجيد سوى الكراهية !