هذا الانسان الغريب في خلقه المتطور في صنعته المعقد في تكوينه. فترى انه ليعجز العقل في تصور كيف تدار العمليات الحياتية فيه.. من تنفس واحتراق طاقة وافراز المخلفات والسموم ومقاومته لاعدائه ، واتصالات فائقة القدرة ، وتنظيم عمليات ، والتنسق في مابينها ، وذاكرة وابداع .. الخ كل هذه العمليات الكبيرة تحدث، لا اراديا.. ولا تدخل للانسان فيها وهذه نعمة من الخالق عز وجل… والا … لافسدها الانسان بتدخله وجعلها مرتبكة في عملها حالها حال اعماله الارادية اليومية الشاذة التي لا تنسجم وطبيعة الانسان .. ولو كانت تلك النشاطات لا اراديه بقدرة الخالق لكانت الامور ربيعا دائما للحياة ، (لا ربيعا عربيا تلوثه الدماء)، والمحبة عنوان الحياة ولا مجال للكرة او الضغينة . ان ماساة البشرية اليوم تكمن في طبية الانسان المياله للكره والحسد والانتقام والتي يعجز الانسان ان يتغاضى عنها خاصة ، اذا كان الجهل يحيط به .. ويمكنه السيطرة عليها بقدر ما، أذا مارس الانسان دوره الانساني والحضاري، وهذا الذي لا يريده الانسان، الا نادرا .. وعليه نرى مجتمعاتنا الان غائبا عنها العدل والمساوة والمحبة والتكافل والتسامح ان ما موجود الان هو حالة الصراع مميت للبقاء لا يختلف عن صراع الكائنات الاخرى حيث البقاء للاقوى وترى القتل او الاغتصاب او الفساد سمة العصر وترى الانسان يخلق عوامل تعاسته بيده وهذا الغريب في امره.
مقالات اخرى للكاتب