انا من مدينة قصية تعيش على الهامش ، فكل شيء يصنع في مطابخ المنطقة الخضراء ،ولا يمكن لي ولسواي أن يؤثروا ولو صرخوا طويلاً ، الاف الشهداء الذين يرحلون كل شهر تاركين خلفهم الاف الأرامل والأيتام ولم يستطيعوا ان يؤثروا في الحكام والساسة حتى ان بعضهم يعمل كحمايات لهذا السياسي او ذاك ، صانع القرار اليوم لا يهمه ان نُباد بالكامل لأنه لا يؤمن بالإنسان كقيمة عليا وانما همه الوحيد كرسي السلطة واجندته التي يعمل عليها ، أن نحترق من حرارة الشمس اللاهبة او تحرقنا المفخخات او تحرقنا الحسرة والم الفقدان ، فمن يده في النار يختلف عن من يده بالثلج.
ما باليد من حيلة ونحن قد ادمنا الموت والصفعات المتوالية من هنا وهناك وقد اتفق الكل على ابادتنا ، قتل الحكام على مر السنين كل ارادة فينا وتركونا جثثاً هامدة ، سرقوا كل شيء منا ، حياتنا ، فرحنا ، وقتلوا احلامنا وامالنا .
لا شيء يريح الساسة اكثر من استكانتنا وضعفنا وعجزنا وغياب فعلنا الجمعي ونرجسيتنا وتشرذمنا ، لا شيء يريحهم اكثر من ان يتحدثوا عنا كقطعان صاغرة وبكل وقاحة ، يساومون بنا ويقدموننا كقرابين على مذابح نزواتهم وملذاتهم وامتيازاتهم ،ونحن موتى بلا احساس وبلا حراك !
هل هناك فضيحة شهدها العالم كفضيحة هروب السجناء من ابو غريب ؟
هل هناك فساد رهيب بالمليارات كما في بلادنا ؟
هل هناك بلاد تضربها عشرات السيارات المفخخة كل يوم كبلادنا ؟
هل هناك بلاد اتفق فيها من في مؤسسات الدولة ومن في المعارضة على قتل الفقراء ؟
هل هناك دولة تسرق اموال شعبها بامتيازات خرافية لسلطاتها ولساستها وفقرائها ينتظرون السكر منذ شهر ديسمبر ؟
اعرف ان اضرابي المفتوح عن الطعام وعزوفي عن المشاركة في الإنتخابات لن يكون مؤثراً ابداً ولكنه سيجعل ضميري مرتاحاً جداً في الإحتجاج على الوضع المزري الذي تمر به البلاد وسيجعل ضميري مرتاحاً في امتناعي عن المشاركة في انتخابات تحددها قوانين وتشريعات مفصلة على المقاس لتعود بنفس الوجوه والأحزاب التي لم تقدم شيئاً لمدة 10 سنوات ولم نجن منه سوى المزيد من الفشل والسرقات والإحباط .
ربما سأستثمر شهر رمضان الكريم مناسبة لذلك على امل ان يكون جوعي هذا مناسبة للتعبير عن مشاركتي في احزان كل طفل فقد والده ووالدته وهو ينتظر عيد الفطر ليفرح بلباس جديد او بنزهة جميلة .
الكثير من التحركات الجمعية دائماً ما تحبط سريعاً بسبب الكثير من المزاج السيء والنرجسية لدى بعض من لا شغل لهم سوى الوقوف بوجه كل حركة ووأدها لذلك فإن التحرك الفردي سيكون مسؤولية شخصية فقط وكتعبير ذاتي للتعبير عن الرفض والسخط والتذمر .