سيكون أبناء الوطن مجرد قرابين على مذبح مصالح السياسيين
من أخطر المسائل التي أوصلت العراق وشعبه إلى هذا الوضع السيئ والمتردي على كافة الأصعدة هي مسألة تقديس السياسيين من قبل غالبية الشعب حيث نجد هذه المجموعة تقدس أعضاء الحزب الفلاني وتلك المجموعة تقدس أعضاء الحزب الفلاني وكل يدافع عن الحزب الذي يظن أنه قريب عليه ويحقق أحلامه التي ما زالت وستبقى أحلاما ويقوم بالدفاع عنه وتبرير أخطائه حتى وصل الأمر أن كل ما يصدر من هؤلاء السياسيين إنما هو مقدس ولا يمكن الاعتراض أو النقد وإن كان مقتنعا بخطئه بل وجازما بذلك ...
فكلما نجد حركة وإن كانت بسيطة للتحرر من هذه القيود والأغلال نجد هناك من يسعى جاهدا لعرقلة هذه الحركة وإرجاعها لحالة التقديس وإن كان ذلك بإعطاء بعض المنافع الشخصية لكل من ساهم بهذه الحركة لأجل إيقافها !
وللتخلص من هذه المسألة الخطيرة التي هي من أسباب تردي الوضع العراقي وتردي كل أمة أصيبت بهذا الداء الاجتماعي لابد من تطبيق هذه الكلمة القصيرة بعدد أحرفها والعميقة بمعناها : " الأحرار يدافعون عن الفكرة ، مهما كان الأشخاص الذين يحملونها .. بينما العبيد يدافعون عن الأشخاص ، مهما كانت الأفكار التي يحملونها !! فالفكرة باقية .. والأشخاص إلى زوال !! "
وتوجد كلمات القرآن الكريم ولقادة الإسلام مسطرة في كتب الأحاديث والتأريخ للحث على العمل بهذا المضمون قال تعالى في كتابه العزيز:
((الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)) الزمر / 18
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال. غرر الحكم ص438 ح10037.
وقال (عليه السلام): خُذ الحكمة أنَّى كانت فإن الحكمة ضالة كل مؤمن. غرر الحكم ص58
وقال (عليه السلام): الحكمة ضالة المؤمن فخُذ الحكمة ولو من أهل النفاق. نهج البلاغة ص481.
وقال (عليه السلام): خذ الحكمة ولو من المشركين. مشكاة الأنوار ص134
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): قالت الحكماء: خُذ الحكمة من أفواه المجانين. مستدرك الوسائل ج12 ص203
وبهذه الكلمات التي صدرت من العظماء يستطيع الإنسان التحرر من هذه القيود والأغلال خاصة إذا علمنا ان حالة التقديس في الأحزاب الإسلامية تكون أكثر مما عليه في الأحزاب غير الإسلامية ...
فعلى جميع المخلصين للعراق وشعبه أن يضعوا هذه الكلمات شعارا ومنهاجا لهم ليكونوا من الأحرار لا من العبيد وحتى يمكنهم الخلاص من هذا المرض الخطير الذي كان وما زال أحد أسباب تدهور الوضع العراقي على كافة الأصعدة ....
وأحد أهم الأسباب التي تسببت بإراقة دماء الكثير من أبناءنا مع عدم محاسبة المجرمين والمتسببين بهذه الجرائم والمجازر ... لأجل مصالح حزبية وشخصية ..!
مقالات اخرى للكاتب