ماذا .. لو تصفحنا حال الوجوه التي ظهرت على المشهد السلطوي الحاكم بعد مجيئ السيد العرّاب بريمر .. نرى منهم النوع الذي يمتلك جنسية اخرى اضافة للجنسية العراقية التي أسقطها من حياته من بدء حصوله على الجنسية الأجنبية الحلم لأمثال هؤلاء ، وهذا النوع لايمّثل له القدوم للعراق سوى مشروع استثماري ( بزنس ) ولا يعني له العراق ارضاً وشعباً غير هذا .. ولهذا لم يسلم سجل جل هؤلاء من ملفات فساد خطيرة وصفقات مشبوهة استنزفت المليارات من عائدات النفط للسنين الماضية .. وغالبية هؤلاء من مزوري الشهادات وعديمي الخبرة في الادارة .. ولم يحلم احدهم ان يكون في منصب بواب لوزير او مدير عام وأضحى وزيراً فتصوروا كيف يستطيع هذا النوع من الامَّعات والسقط من ان يحتفظ بتوازنه بعد ان رَفعته الاقدار شاهقاً !!؟
وهناك نوع آخر من الوجوه القبيحة التي تسلقت في غفلة من زمن رديئ المناصب العليا في الوزارات ومجلس النواب ومجالس المحافظات وهم من أهل الداخل في الغالب .. وهم من نوع المنافق والوصولي الطامع في منصب فانتمى لأحد التيارات التي بدأت تتشكل بعيد الانتخابات المختلفة ( مجلس حكم وبرلمان ومجالس محافظات ومجالس محلية ) .. وهؤلاء غالبيتهم من الطبقات المسحوقة والمهمشة ، التي لاتمتلك درجة مقبولة من التعليم او الخبرة العملية في الادارة بحكم كونهم لم يعملوا في الوظيفة سابقاً وجلهم عمال مسطر او حرفي بسيط او عاطل يعتاش على مورد عائلته .. والذي حصل من كوارث بايدي هؤلاء ليس قليلاً .. فمنهم من منح رتبة دمج بحصة احد التيارات التي انتمى لها او اصبح عضو مجلس محلي او محافظة او بعد ذلك وزيراًبحصة تياره الذي انتمى له او حُسب عليه .. والأمثلة من هؤلاء كثر وشغلوا الكثير من المواقع المهمة في الحكومة .. في المجال الأمني والوظيفي وعاثوا في الوزارات والدوائر التي عملوا فيها فساداً!
فهؤلاء من الصنفين ( مزدوجي الجنسية والاخرين من أهل الداخل ) ليس لهم القدرة على التخطيط لمشاريع رائدة للبلد الخارج من دمار الحروب والحصار ، بحكم انعدام الخبرة لديهم ، لذا فهم سرقوا المليارات بمشاريع تافهة مضحكة او متلكئة لم تكتمل وضاع بايديهم الجمل بما حمل ..
بعد هذا العرض اسالكم سؤال ماذا ينتابك من شعور وانت ترى احد هؤلاء النماذج الحاكمة وهويتمشدق ويفتري من على شاشة وسائل الاعلام المختلفة ؟
هل تلعن حضك العاثر الذي اراك هذه الوجوه القبيحة ام تلعن صدام الذي اضاع العراق وسلمه طعماً سائغاً لهم ؟!
سلاماً للعراق الجريح
مقالات اخرى للكاتب