لله درك سيدي أبا عبد الله.. فكم يحبك الله ويمقت أعداءك.. إذ كيف لعدوك أن يهنأ بدمك، وأنت إبن فاطمة الزهراء؟
فها هم أعداؤك يتساقطون في الوحل أفراداً وجماعات.. بدءاً من يزيد بن معاوية الى عبيد الله بن زياد، ومن عمر بن سعد، الى الشمر بن الجوشن، ومن حرملة الى بقية جيش المجرمين الذين قتلوك في طف كربلاء، وسبوا عيالك.. ولينظر العالم اليوم ليرى ماذا حلَّ بهؤلاء القتلة الأنجاس، وأين باتت قبورهم، وكيف أصبحت نهاياتهم..؟ وليرى في نفس الوقت اين مقامك اليوم.. وكيف هي عاقبتك الشريفة..؟ وحاشا لله أن أدعو للمقارنة بينك وبينهم، فشتان ما بين سمو علي، وإنحطاط معاوية.. لكنها الضرورة التي تتطلب أحياناً منا أن نلفت الإنتباه الى الموقعين لا غير.. فمقامك محفوظ في صدور الناس الشرفاء، ويقينك ثابت في ضمائر المؤمنين، ورايتك لم توضع فوق قبة ما، إنما وضعت على هامات العاشقين. أما قبورهم - عفواً هل ثمة قبر ليزيد، أو لعمر بن سعد، أو لمصعب الزرقاوي-؟ وحين مضى يزيد وأتباعه الأنجاس الى حتفهم البائس، وإنتهوا الى الأبد، لم ينته أعداء الحسين من عداواتهم، ولم يتوقف نشاطهم المحموم ضده، وضد شيعته، بل إشتدوا حقداً على إسمه الطاهر، وكرهاً لفكرته الرسالية، وعقيدته الجعفرية الصادقة، فكان ما كان معه ومع أنصاره ومحبيه على مر الزمان والعصور سواء من قبل الحكام الأمويين، أم العباسيين أوما تلاهم من الطائفيين والوهابيين والبعثيين والكلاب المسعورين الآخرين. فظهر بعدها المجرم صدام الذي كان يعدم محبي الحسين على الشبهات ويشنقهم على الأسماء.. حتى أنه تجرأ يوماً، فمنع زيارة الحسين عليه السلام، ثم جاء تلميذه الفاسق حسين كامل، الذي زاد على المعلم السافل سفالة، فوجه مدفعه نحو قبة أبي عبد الله، وهو يخاطب تاج رأسه أبا عبد الله بجملته الشهيرة أبان الإنتفاضة الشعبانية الآذارية المجيدة قائلاً بصوت عال:- ( إنت حسين وآني حسين.. وشوف يا هو الأقوى بينه)؟! وعلى خطى السابقين الفاسقين، وبنفس الميتات الكريهة التي مات بها يزيد، وعمر بن سعد، والشمر، والحجاج، وغيرهم من الذين ماتوا بالحرق والسلق، والغلي بالقدور، أو من الذين ماتوا في (المرحاض) رعباً وخوفاً، أو من مات (بالقنادر) أجلكم الله، أو من مات متنكراً بزي النساء! عثر على صدام متخفياً في حفرة العار ويخرجونه كالجرذ المرعوب ليشنقوه بعاره، وقبله رأينا كيف مات حسين كامل تحت أحذية عدي وقصي وعلي كيمياوي في فضيحة السيدية.. لتستمر نهايات اعداء أهل البيت واحداً بعد واحد، ويسقطون عاراً بعد عار، حتى وصل الأمر الى فضيحة أبي بكر البغدادي الذي ظهر أنه (منيو...)!!
وهذا الكلام لم يقله فالح الدراجي أووجيه عباس، أوغيرهما من الذين يكنون العداء للبغدادي، إنما قاله علناً أمس الأول رجل الإستخبارات الأمريكي الشهير(سنودن)، حيث قال نصاً: (أن ابا بكر البغدادي شاذ جنسياً.. وقد كان الشباب في سجن بوكا يلزمون عليه سره حتى كنا نستخدم هذه النقطة ضده في التحقيق، ثم أضطررنا لعزله وحده)!! اللهم لا شماتة.. سؤالي الأخير أطرحه لوجه الله تعالى:-