لم تعد المعرفة حكراً على زمان معين أومكان ؛ وذلك متأتٍ من عالمية التواصل التكنلوجي , الذي طفق يسيطر على الافاق من المشرق الى المغرب . وبسبب غزارة المادة العلمية وسهولة أيصالها للمتلقى الى حد بابه ؛ فلم يعد المتلقي يملك مزاجا خاصا به لتقفي أثر المعلومة وبيان صحتها من عدمه أو بطلانها من عدمه , وبالتالي اصبح الاعلام وأدواته طرقا مشروعة أو غير مشروعة لتمرير اية معلومة أو هدف من وراء المعلومة...والذي يتابع الشأن الاسلامي السياسي في هذه الاوقات الصعبة , يجد نفسه محاصرا بسيل من الافكار والاهداف , تقف كل صباح عند بابه, واذا رغب بمعرفة الرأي الاخر فربما لم ولن يستيطع الوصول اليه بسهولة كالاول..وهذا هو هدف الارصدة المالية الكبيرة , التي وضعتها بعض الدول خنجرا مسموما في ظهر الاخرين..و الاسلام التكفيري من أشد المحن التي تعاني منها الشعوب العربية والاسلامية بل العالم الانساني في الوقت نفسه..وصناعة هذا التيار وتاريخه ووصوله الى سدة الحكم بثوب اخر...من الامور المعروفة , التي كثر تناولها اعلاميا و تاريخيا..ولاسيما في الوطن العربي وبعض دول الاسلام المجاورة للوطن العربي..
فكيف يرى غير المسلمين الاسلام وكيف سيراه ابناؤنا بعد حين , الاسلام الذي يقطع الرؤوس علنا بافلام الفيديو على صفحات الانترنيت والتلفاز...والاسلام الذي يحدثك عن سبي نساء المسلمين من غير السلفيين التكفيريين ..وعن الجواري..وعن الغلمان ..وعن السيارات المفخخة وتمترس المدنيين وعن تكفير الملل والنحل وعن هجر ذكر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مقابل تحصين موقف لصحابي ..!!! وعن وعظ السلطان بما يريد ويحب ..وعن مئات الاحاديث النبوية التي هي وصفة جاهزة لاي موضوع يبتغيه احد مشايخ دول ال....وعن تفسير الايات بما يصلح لاي توجه يريده فلان بن فلان ..أو عن رضاعة الكبير او عن نكاح الجهاد..!!! او عن نكاح الزوجة المتوفاة بسبب عدم بطلان العقد بعد الوفاة..؟؟؟؟؟؟
وأزدواجية طرح التأويل الديني لفهم الاحاديث بصورة قبيحة جدا جدا.....فالمجتمع قد شنّ حربا شعواء على بعض المكونات العراقية واصفا اياها باحفاد ابن العلقمي { ابان تحرير الامريكين للعراق 2003 } , وغض النظر عن التعاون المسلح الاوربي الغربي لاسقاط القذافي بل اشترك معهم في اكثر المناسبات القتالية هناك.. وكانت الفضائيات العربية الاخبارية الخبيثة تهاجم العراق وشعبه وساسته علنا واصفة اياه باوصاف غير لائقة ؛ ولاسيما في برامج التوجيه والارشاد الديني لاهوائهم الشخصية والطائفية فقط ؟؟
في حين كانت ومازالت الطائرات الامريكية والغربية تسرح وتمرح في قواعد وسماء تلك الدول ....ويندبون حظهم العاثر على بطلهم القومي الهالك في حياته ومماته ( هدام حسين ) البعثي طبعا ... ويرون البعثي الاخر في بلد عربي مجاور للعراق ( كافر يقام عليه الحد ).علماؤهم يقطنون القصور العباسية الفاخرة ومرجعياتنا الشريفة الزاهدة تعدُّ من الباطل واليه.!!! كما يصفوننا ,,يجاهدون بضرب الحسينيات والمساجد ويتفرجون على القدس الشريف بل لايذكروه ابدا..يقتلون الجنود في البوابات وفي شوارع الدول العربيه ومواخيرهم تردح وتصدح حتى الصباح.... ومن المبتكرات لديهم تعاون حكومات الاسلام السياسي مع صندوق النقد الدول ودفعهم للفائدة والالتزام بكافة شروطه والانصياع لاوامره ,وهذا مؤشر يستحق مائة علامة استفهام, حول فتاواهم ومذهبهم الذي يرتكزون اليه وماهو هدفهم في المستقبل . اما الغرب كمواطن فاكثره متلقي عن الاعلام ومستسلم له ,اما الغرب الباحث العلمي على قلته , فله راي اخر بما يدور في بلداننا من شأن جديد.. وسياسوه فرحون بما انتهت اليه الصورة المشوشة عن الاسلام والمسلمين, فقد صبت في مصالح كثير منهم دون جهد او عناء يذكر...واما الدول العربية والتي سخرت مالها وجهدها لهذا الامر؛ فهي ليست جديرة بالدلفاع عن الاسلام والمسلمين او حمل لوائه..لانها غارقة حتى الذقن..بفسادها ,فهي حكومات غير شرعية وغير منتخبة , اخذت مسمياتها , زكاة من المحتل البريطاني { الذي خلصنا من المحتل العثماني } و اصبحت ممالك ,تعتاش على النفط ولا تمتلك انتخابات او دستور لمواطينها حتى اللحظة , فاي شرعية تقوم عليها لاادري... ومن تلك التداعيات الخطيرة في تطبيق التكفيرية السلفية ومن حكوماتها الداعمة ,رشحَ للناس مفهوم جديد عن الاسلام , قوامه القتل والذبح وسفك الدماء والهاجس الجنسي وعدم احترام حقوق الانسان ومصادرة حرية الاخرين ؛ مما دعا الاخرين للاحتجاج علينا بوضح النهار بقولهم { هذا اسلامكم } ,فكانت ردات الفعل كثيرة ومختلفة وفي مقدمتها نشؤ جيل من الشباب يميل للتمرد كليا على الدين بل يرغب بتركه وهجره , وقد وضح الامر في ظواهر اجتماعية مختلفة منها مايدورمع شباب في العراق ومصر والاردن وتونس والسعودية.....وهم على حق مادام الدين كما يرونه من اولئك... لذا كان الهدف بالاصل تشويه الدين الحنيف المتمم للاخلاق ونقله الى خانة سوداء حالكة الظلام , وهجر الناس له بوصفه لايتناسب مع الانسان والانسانية...فخمسة ايام من متابعة اعلام وافكار اولئك في تصوري البسيط كافية لمسخ الصورة الجميلة , بصورة اجرامية ووحشية تكون كافية لخطوات ماقبل ترك الاسلام...وهجرك لقيمك ؛ ببساطة لانه هدفهم الذي يردونه. .