تمتاز المدن المشهورة في العالم بارتفاع الابنية فيها وبعمرانها وتنظيم خارطتها ونظافتها وتوفر الخدمات فيها ومنها البلدية اضافة الى وجود المرافق الترفيهية وساحات اللهو والحدائق والنظافة وارتفاع مستوى المسؤولية لدى المواطن لإظهارها بالمستوى المطلوب . اضافة الى قطاع النقل والأمان ووسائل الدلالة للشوارع إلا ان هذه الجوانب غائبة عن مدننا على الرغم من مرور فترة غير قليلة على التغيير في العراق وعلى الرغم من كبر التخصيصات المالية التي تم صرفها .
فنرى ان تلك المدن لم تظهر بالشكل المطلوب وكانت الاعمال المنفذة لم تدرج ضمن الحاجة والأهمية المطلوبة وكانت لا تتعدى تنفيذ شوارع وجزرات وأرصفة تنفذ بمستوى دون المطلوب وتراها تتهرأ او تتآكل خلال سنة او اكثر بالمعنى العراقي الشعبي (شكر لمه) ناهيك ان تلك الاعمال غالبا ما تتعرض للتخريب مرة ثانية نتيجة لمد خطوط الماء او المجاري او قابلوات الكهرباء او البريد مما يسبب هدراً في اموال الدول التي هي في الاخر اموال الشعب .
فأسواق تلك المدن نفسها القديمة والحركة التجارية والصحية لا زالت في الاماكن القديمة على الرغم من ضيقها ولم تفكر الحكومات المحلية بإيجاد البدائل كإنشاء مراكز تسويقية او تجارية او مواقف سيارات الا ما ندر …
ولم تلتفت الحكومات المحلية لتطوير القطاع المصرفي او التعليمي والترفيهي…كما ان اغلب المشاريع التي تم احالتها قد توقفت حال تقليص الميزانية خاصة مشاريع الاسكان …على الرغم من ان تلك المشــــــــاريع قد تم احالتها مـــنذ زمن طويل والمفروض ان تخصيصاتها المالية موجودة لكي تنجز اضافة الى عدم الاهتمام بقطاع الاستثمار لأهميته فاغلب مشاريع الاستثمار متلكئة ولم تر النور بسبب عدم تعاون السلطات المحلية مع المستثمرين لتذليل المعوقات ومنها المتجاوزين في حين ان بعض المشاريع وعلى الرغم من قلتها في طور التنفيذ سوف تأثر بشكل ايجابي وجمالي على تلك المدن
ان الادارات المحلية لا زالت ضعيفة تنقصها الخبرة في المجال الاداري والفني وتحديد الاوليات ورسم السياسات كما انها لم تخل من الصراعات السياسية ضمن نطاق المحاصصة والفساد الاداري وعدم وجود الشخص المناسب في المكان المناسب انطلاقا من مبدأ هذا لي وذاك لك مما اثر بشكل كبير وسلبي على العمل وعلى شكل مدننا التي عانت من التهميش طوال عقود .
مقالات اخرى للكاتب