بعد إعلان هيئة الحج والعمرة فتح باب التسجيل للمواطنين الراغبين بأداء فريضة الحج للأعوام المقبلة استحسن المواطنون إجراءات الهيئة بعدم دفع مبلغ الحج مقدماٌ وقبل إجراء القرعة كما حصل في الأعوام السابقة عندما بقيت أموال المواطنين وهي بمئات المليارات في المصارف لحساب هيئة الحج التي استفادت من فوائد هذه الأموال لأكثر من خمسة أشهر وبعد إعلان نتائج القرعة بشهر سمح للمواطنين الذين لم تظهر أسمائهم في القرعة وهم بالملايين بسحب مبالغهم وهم في عملية الدفع والسحب دفعوا رسوماٌ للمصارف ولا أحد من الحكومة أو البرلمان سأل هيئة الحج عن مليارات الدنانير التي حصلت عليها من فوائد أموال المواطنين التي أودعوها عدة أشهر لحساب هيئة الحج,هذه المرة ابتدعت هيئة الحج طريقة جديدة للحصول على الأموال من المواطنين المتقدمين للتسجيل لأداء فريضة الحج حيث ألزمت كل مواطن يرغب بتسجيل أسمه بدفع مبلغ خمسة وعشرين ألف دينار ولا أحد يعرف هل هذا المبلغ ضريبة أم هدية, خمسة وعشرون ألف دينار لقاء تنظيم استمارة بورقة واحدة مع العلم إن سعر بند الورق فئة (500) ورقة هو خمسة آلاف دينار وقد علمنا إن عدد المتقدمين في إحدى محافظات الجنوب قد وصل الى خمسمائة الف متقدم بعد أسبوع واحد على البدء في عملية التسجيل فكم يصبح العدد بعد شهر ولو فرضنا أن عدد المتقدمين في المحافظة الواحدة هو خمسمائة ألف متقدم للحج وعدد محافظات الجنوب والفرات الأوسط (9) وحاصل ضرب 9500000 الناتج هو أربعة ملايين وخمسمائة ألف شخص 25 الف دينار= مائة واثنا عشر مليار وخمسمائة مليون دينار , ولو أضفنا الى هذه الرقم عدد المسجلين في بغداد على فرض أنهم مليون متقدم 25 ألف دينار= خمسة وعشرون مليار دينار , يضاف إليهم مليون أعداد المسجلين في ديالى وكركوك 25 ألف دينار= أيضاٌ خمسة وعشرون مليار دينار فيكون مجموع مبلغ المسجلين في بغداد وكركوك وديالى هو خمسون مليار دينار وعندما نجمع هذا المبلغ مع مبلغ محافظات الجنوب والفرات الأوسط أي مائة واثنا عشر مليار دينار وخمسمائة مليون دينار+ خمسون مليار دينار= مائة واثنان وستون مليار وخمسمائة مليون دينار,طبعاٌ هذا المبلغ ما عدا محافظات إقليم كردستان فلمن , تذهب هذه المبالغ الكبير وفي جيوب من ستدخل ؟ ثم لماذا نكلف المواطن هذا العبء ليضاف الى أعباء الاستقطاعات الأخيرة من رواتب الموظفين والمتقاعدين وما يدفعه المواطن من أجور الكهرباء والماء وخط المولد والطبيب وإيجار البيت ومتطلبات المعيشة فكيف يعيش المواطن ب(ثلاثون ألف دينار) كما يقول أحد السياسيين شرط أن يترك أكل النستلة ؟ ولماذا لا يكون مبلغ التسجيل ألف دينار أو حتى خمسة آلاف دينار حتى لا نثقل كاهل المواطنين وبالذات الفقراء منهم ؟ ثم إن هذه المبالغ ستكون باباٌ للفساد والسرقة حيث بإمكان الموظفين في مكاتب الهيئة في المحافظات شطب أسماء عدة آلاف من المسجلين ويأخذون مبالغهم ومن ثم يتم إخبارهم بعدم ظهور أسمائهم في عملية القرعة ونفس العملية تحدث في مكاتب الهيئة في بغداد حيث تتم سرقة مبالغ أعداد كبيرة من المسجلين بعد حذف أسمائهم وعدم درجها في عملية القرعة والاستيلاء على مبالغهم فاتقوا الله يا رئيس وأعضاء هيئة الحج والعمرة في المواطنين ولا تزيدوا همهم هماٌ آخر ولا تضيفوا عليهم أعباء مالية هم بأمس الحاجة لها لسد جزءاٌ من حاجاتهم الحياتية الأساسية في هذا الظرف العصيب ومن يعتبر أن مبلغ خمسة وعشرون ألف دينار بسيط لأنه لا يتعب في الحصول عليه فان الآخرين من عامة الناس يعتبرونه كبيراُ لأنهم يجهدون أنفسهم لعدة أيام حتى يحصل على هذا المبلغ , ثم لماذا لا تتدخل الحكومة ومجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني في عمليات فرض الرسوم القسرية والكيفية على المواطنين من قبل الوزارات والهيئات والدوائر الحكومية دون ضوابط وقوانين أم إن الوضع في العراق أصبح (حارة كلمن ايدو الو) كما يقول إخواننا السوريون .
مقالات اخرى للكاتب