متعة ذكريات الصبا جميلة عندما يدفعكَ حماس القراءات الأولى لتكون يساريا وانت تقفز من طفولة الافلام الهندية ورقصات شامي كابور الى حقول الفراشات في لحية ماركس ، فيغويكَ الحلم الاشتراكي بالرغم من ان الكثير منا لايفقه تماما ما الذي يكتبه ماركس في مؤلفاته. ولكن كان ذلك بداية الشيوع والشروع في حياتنا.
كنت في المتوسطة وفي فترة الاستراحة بين درسين عندما دس بيدي صديقي رعد عبد الرزاق الجازع ورقة بيضاء طلب مني قراءاتها في مكان منعزل.
وبهلع وقلق ذهبت وراء الصف لاقرأ الورقة واعرف انها دعوة لحفل سيقام الليلة في بيتهم حيث تصادف ذكرى ولادة الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار .
كانت ليلة جميلة ، غنينا فيها وصفقنا ، فيما كانت عيون واحد من مفوضي الامن تدرج اسماء من يدخل ومن يخرج وبالرغم من هذا استمر حفلنا الى الصباح.
الكبار والشباب قرروا ان يكون حفلهم في وسط بستان الحاج عبود ، وكان من بينهم فلاح البستان الذي تم تنظيمه للحزب حديثا بالرغم من انه لايقرأ ولايكتب وكان سمين جدا.
داهم رجال الامن الحفلة في اولها ، فهرب الجميع بأتجاه ذنائب البستان حيث الطريق الترابي الى ناحية السديناوية .
وصلوا عند ساقية مليئة بالاطيان يسمونها ( كرمة الحجية ) .طفرها الجميع وذهبوا بأتجاه بساتين السديناوية إلا الفلاح المسين فلم يكن بأستطاعته القفزبسبب وزنه الكبير.
وقف حائرا بين بركة الطين واشباح رجال الآمن القادمين.
التفت يمينا وشمالا فلا من ناصر ولا معين ، وربما تذكر مقولة طارق بن زياد ، عليه اغمض عينيه وقال : راح نجفت بالطين وعساها أبخت لينين وحظه.
مقالات اخرى للكاتب