البلد على شفا حفرة من الفتن..السياسيون غارقون حتى الثمالة في اذاعة البيانات التي تجامل جمهورهم الخاص.. ثلة قليلة تكاد تعد على نصف اصابع اليد لازالت تخاطب الجميع بخطاب لا يعتمد اشعار التفاخر والهجاء والحماسة .. الروح الطائفية لدى الطائفيين في اوج قوتها وشبابها.. بعض من الاعلام الذي باع نفسه في سوق النخاسين لاعداء العراق بدراهم معدودات اشترى كل الوقود الكافي للشروع بأحراق البلد بما فيه ليتحول المدان الى مظلوم والمظلوم الى متهور وجشع ويريد ان يأخذ اكثر مما فرضه الظالمون على مر العصور من حقوق شحيحة له.. كلمات الوطنية والتوحد والمحبة والسلام صوتها مخنوق لايكاد يسمع في ظل عواء الذئاب وفحيح الافاعي ونباح الكلاب ونقيق الضفادع ونهيق الحمير
دم الانسان بات من الرخص حد انه يقتل لاغاظة شخص او جهة او طائفة حتى لو كان ذلك المغدور لايمثل اولئك جميعا.. برلمان لاينعقد لمصالح سياسية وان انعقد تسبب بمشكلة وان توقف فالمشكلة اعظم.. حكومة كثرت (عكازاتها) وبات الغبار يلف اغلب كراسي كابيناتها لكثرة المقاطعات والانسحابات ..دستور مهجور لايستعان به الا وقت التصريحات السياسية من ضرورة تطبيقه في افواه البعض وتعديله في افواه الثاني والغاؤه في افواه ثالثة..كل هذا يجري والجميع يتفرج على الجميع في وطن يؤكد كل من فيه، من على شاشات التلفزة ووسائل الاعلام فقط، انه للجميع.
لا يستطيع اغلب سياسيينا وقادتنا ايجاد العلاج الناجع ولا يستطيعون تشخيص الاسباب الحقيقية ولا عرض الملفات والاتفاقات السرية خشية انهيار الوضع والعودة الى المربع الاول، ذلك المربع الذي بات شماعة الاستمرار على الخطأ والاصرار على المسير باتجاه اللامعلوم.
ترى ماذا لوعدنا ادراجنا خطوة للوراء لغرض تصحيح المسار لاعطاء كل ذي حق حقه وفق ظروف ربما تكون افضل من ماكانت عليه الامور في ظل قلة الخبرة ربما او ضغوط الاحتلال او ان الامور سارت وفق مبدأ تمشيتها لحين،والان يبدو ان ذلك الحين قد حان والعمل على ايجاد عملية سياسية لا تعتمد المجاملة والترضية والطبطبة على الاكتاف، تعطي حقوق الشعب لا حقوق السياسيين ، تبني دولة المواطن لا دولة المسؤول،تستثمر خيرات العراق للعراقيين جميعا وليس لثلة او حزب او طائفة او قومية وفق نسب صحيحة تعتمد العلمية والانصاف والعدل.
ربما يتحججون ان الوضع معبأ ومحتقن وغير مهييء ، ولكن من سيقول ان هذه التعبئة ستفرغ بطريقة صحيحة ربما ستفرغ بطريقة تأخذ الحق من اهله لاعطاءه للباطل وسينزل المتصيدون الانتهازيون لاخذ منافعهم وامتيازاتهم وفق مبدأ الاتفاقات السرية التي ابتلينا بها سابقا ، والمحتقنون سيطالبون وفق احتقانهم والمتزمتون وفق تزمتهم ، اذا ليس امامنا سوى الاعتراف بشجاعة اننا اخطأنا وعلينا التوقف اولا ومن ثم العودة بخطوة الى الوراء ثانيا والبدء بمسيرة تعتمد خطوة صحيحة وواثقة وفق ثوابت واضحة وجلية ثالثا.
لايمكن الاستمرار وفق هذه الطريقة التي تعتمد ان هذه غير لائقة ارمي عليها غطاء وتلك اظهرها الان واخفيها غدا نحن في وضع يشبه بيتا مهدد بالانهيار على اهله لذا نحن بحاجة الى قرار شجاع بهدمه وبناءه من جديد على اسس صحيحة لينعم اهله بالامان والثقة والطمأنينة فهل نفعلها ونعود لمربع البداية الصحيحة .
مقالات اخرى للكاتب