ان تتوقع صحيفة امريكية معروفة حدث ما فهو ليس دعاية لتنبؤات تلك الصحيفة وتنجيمها وانما لمعرفة العديد من المتابعين من اعلاميين وغيرهم ان تنبؤا تلك الصحف الكبيرة خصوصا في مثل تلك المواقف لايبني على تنجيم اورجما بالغيب وانما يبنى وفقا لمعلومات تسرب لها لتنفيذ سياسة مدروسة تبغي الوصول الى هدف ما.
حلول كارثة وشيكة في العراق والشرق الاوسط هو ما توقعته افتتاحية الاسبوع المنصرم لصحيفة الواشنطن بوست الصحيفة المقربة لدوائر صناعة القرار الامريكي الامر الذي يجعل المرء يتوقف عند مغزى ان تخصص مثل هذه الوسيلة الاعلامية افتتاحيتها لتنبؤات صدرت على شكل تخوفات حسبما ادعت الصحيفة بعودة العراق الى ماكان عليه قبل عام 2007.
هذه الكارثة يروج لحدوثها في الوقت الذي يعقد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن لقاءاته على اعلى المستويات الحكومية والعسكرية في العراق مع ضرورة عدم ابعاد الشاغل الاقليمي ومايدور ليس ببعيد عن حدود العراق من معارك ضارية تجري بطريقة الكر والفر على الاراضي السورية تلك الاراض التي تسعى فيها مجموعات تتباهى بأفلام فيديويه تظهر قادتها اكلين للاكباد والقلوب البشرية، السيطرة على نظام الحكم واقامة الهيئات الشرعية التي تحكم بجز الرؤوس وقتل العزل.
يقابل هذا الامر زيادة في وتيرة الاعمال الارهابية في مناطق عديدة من العراق بعد ان كانت الامور المتأزمة بين الحكومة وبعض المناطق المعتصمة في غرب العراق تصل الى مرحلة بعثت امل في امكانية حصول حلحلة للازمة التي استمرت اكثر من ثلاث اشهركما انظم الى المشهد المضطرب ذاك بروز قوى تتهم بأمتلاكها لميليشيات تحمل السلاح بعيدا عن النظام والقانون وارسلت تهديدات صريحة بأسمها للاخر.
هذه الامور ترسم لنا مشهدا مضطربا مهددا للعملية الديمقراطية في العراق وهو الامر الذي يسمح للولايات المتحدة الامريكية التدخل حسبما ورد في احدى الفقرات المطاطية لاتفاقية الاطار الستراتيجي الموقعة مع العراق والتي تم بموجبها انسحاب قواتها منه نهاية عام 2011 .
كما زاد احد الدبلوماسيين العراب العاملين في السفارة الامريكية في العاصمة المصرية القاهرة من المخاوف والقلق بعدما بين في تسريبات اعلامية وجود طلب موجه للسفارات الامريكية للبحث عن مترجمين عراقيين سبق وان عملوا مع الجيش الامريكي وبواقع 5000 مترجم. !!
اذن تلك التنبؤات لم تكن تنجيما او نتائج تحليلات واقعية بريئة وانما هو تهيئة وتخطيط لتقبل فكرة امكانية وقوع الكارثة وتقليل فرص الحلول وتضيق الخيارات المتاحة وبالتالي البحث عن مخرج او منقذ سوف لن يخرج عن دائرتها سواء كان بصورة مباشرة او غير مباشرة وهو المبتغى الرئيس لنتائج الكارثة المتوقعة وفق السيناريوهات الواشنطنية.
مقالات اخرى للكاتب