اللحظة كانت خارج الحلم، لحظة سيطرت فيها سيتا هاكوبيان علينا نحن الثلاثة، كنت اتخذ من المسار البعيد طريقا وبهدوء جعلني ابصر هذا الامتداد على غير ما كنت ابصره كل يوم.. الشارع موحش.. ولاشيء سوى تلك المفارز الامنية المتباعدة، كانت سيتا تعيدني الى حيث لاادري من الامكنة والازمنة وكنت ابتسم كلما مرت هي في لحظة او مكان دون ان اشعر بالزمن نفسه، كلاهما طالب وعبد الله كانا يعرفنان ان لصمتي انبهار لهذا راحا يغردان خارج سرب عذوبتي... وعند لحظة هيام لايمكن ان تتكرر وجدتني الامس الموت.. فقدت السيطرت على كل شيء حين اندفعت السيارة بقوة غريبة الى امام.. صرخات موجعه اصدرها طالب.. وصمت لاادري كيف خيم عليّ وابنبهار.. حين قال طالب ـــ انظربنه...... لم افه بشيء كان صوت سيتا لايزال يقول بهيده.. هدوء هو الموت.. هدوء غريب.. ما عرفته الا حين رايت السياره وقد تحولت الى علبة صفيح محطمة.. وحدها سيتا كانت تمنحني الرضا.. لهذا لم اندهش فقط مددت يدي الى جيب بنطالي لاستل قرصي الاثير وضعته تحت لساني وقتعدت الارض... ثمة موت هنا.. وقد بدده الفتى المخمور حين بدأ يرقص ويعزف لرجال الشرطة بمنفاخه النحاسي منصورة يا بغداد.. ملابس سود ونعال اسود وتكوين غريب.... يترنح ويغني ويرقص وهو غير مكترث لوجودنا او لما فعل.... رفضت ان يضرب.. او ان يهان.. لكنه ظل حتى صباح اليوم التالي لايعرف ما حدث وحين افاق اول ما قال ــ انا جائع ... جائع جدا ... وبكى... كانت سيتا تلاحقني.. والموت يلاحقني والفتى يملأ قلبي بالحزن الان عرفت اننا انتجنا اجيالامن الخراب والضياع بين داعش والتيهان والانتماء لحياة لايعرفون عنها شيئا انه الهروب الى المستحيل!!