
العراق تايمز: كتب د. فوزي العلي ...
من الجميل جدا ان يكون راعي الامة مطلعا على جميع امور رعيته, يهتم لهمومهم ويفرح لافراحهم ويحزن لحزنهم ويستشعر معاناتهم. الا انه من المعيب جدا على راعي الامة ان يكون مهتما لجانب واحد (هو كيف يؤذي الامة ويزيد عليها معاناتها) ويترك الجوانب الاساسية المهمة.
اعلنت امانة بغداد، الخميس، ان مكتب المرجع الديني علي السيستاني دعا الى عدم التجاوز على الارصـفة والشوارع العامة، و طالب المواطنين واصحاب المحال التجارية بعدم استغلال الارصفة لعرض بضائعهم ومنع اصحاب البسطيات والجنابر من استغلالها.
امر جيد هذه الدعوة لعدم استغلال الارصفة والشوارع من قبل اصحاب المحال التجارية فهم يمتلكون المحلات والمخازن ولا عذر لهم, لكن ما ذنب اصحاب البسطات والجنابر؟؟ وهؤلاء هم من الجأتهم الحاجة والفقر والجوع لافتراش هذه الشوارع وامتهان هذه المهنة بعد ان تقطعت بهم السبل واهملتهم الحكومة المؤيدة من قبل المرجع نفسه, فمنهم المدرس والمعلم والارملة والمطلقة والطفل والشاب والشيخ والمتعلم واصحاب الشهادات الجامعية .
الم يفكر سيادة المرجع ومكتبه بهؤلاء قبل ان يفتي بذلك؟ وهل عالج سيادة المرجع الاعلى (وهو المرجع صاحب القرار في العراق بعد ان رضي ان يكون في مقام المرجعية العليا) جميع مشاكل العراق الاخرى.
اين هو مما يحصل في العراق من قتل ودمار ؟ اين هو من فساد السياسيين والمسؤولين ؟ اين هو من دماء الابرياء؟؟ الم تحرك فيه كل هذه الاشياء ولو جزء بسيط من هذه النخوة التي حركته واثارت غضبه ومشاعره واطلق العنان لقلمه المبارك كي يكتب هو او احد افراد مكتبه اللامبارك هذا الاستفتاء العظيم ليحمي الشارع والرصيف من المواطن الفقير والبسيط, هذا الرصيف الذي يعتبر اهم من المواطن بنظره.... نعم ياسيدي الرصيف مهم والشارع مهم جدا لهؤلاء الفقراء الذين تحاول ان تمنعهم منه , مهم لانه احتظنهم و وفر لهم لقمة العيش بعد ان تخليت انت وحكومتك عنهم.
هل يكفي ان تسد بابك وتلزم البيت بين جدرانه الاربعة وترفض مقابلة الفاسدين الذين سلطتهم على رقاب العراقيين هل يكفي ذلك وانت المرجع صاحب القرار ويتبعك الملايين من المقلدين كما تزعمون ؟
اين ذهب قلمك المبارك عندما اثبت الاخرون عدم صحة انتسابك لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وتركت الناس في حيرة من امرهم ؟ الا يجدر بقلمك هذا ان يكتب ما يهم الناس وينفعهم ويرفع عنهم ولو جزء بسيط من معاناتهم؟
لقد اعجبني كلام لمقدم برنامج ديني على قناة الكوثر (انتشر تسجيله على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك هذه الايام) استضاف به الشيخ اسد قصير ليسأله عن قضية التطبير.. فقال مقدم البرنامج ان رأي السيد الخامنئي واضح جدا بمسألة التطبير وهو التحريم, الا ان الناس تتسائل ما هو راي السيستاني فيه ؟ فلماذا لا يصرح بذلك علنا للناس وهو موضوع كثر القول فيه؟؟ فاجابه اسد قصير على استحياء ان للسيستاني ظروفه الخاصة التي "قد" تمنعه من ذلك الا اني اقسم بدلا عنه انه يحرم ذلك!!!!
والتساؤل هنا ايهما اكثر اهمية يا ترى؟؟ هل مسالة التطبير التي توهن المذهب وتضعف من قضية ثورة الامام الحسين عليه السلام ام الرصيف الذي يعتاش عليه الفقراء؟؟ لماذا انتفضت للرصيف وسكت عن الحسين عليه السلام وشعائره؟؟؟
كان الاجدر بالسيستاني ومكتبه ايجاد حلول لهذه الطبقة الفقيرة (اصحاب الجنابر والبسطات) واعتقد ان الامر لن يكلف شيء اكثر من ما كلفه في بناء المستشفيات والمجمعات السكنية في ايران والباكستان واذربيجان وشراء العقارات الفارهة في اغلى الشوارع والاحياء في عاصمة الضباب لندن للاقارب والحاشية والاصهار.
لقد صمت السيستاني دهرا ونطق كفرا وليته بقي ساكتا ولم ينطق.