Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
علم السياسة والعقليات الزقاقية
الأحد, آذار 2, 2014
ثامر عباس

لا أدري من أية طينة آسنة جبل ساسة العراق الجدد ، حتى يظهروا هذا الاستهتار بحياة الناس والاستحقار لكرامتهم البشرية ، ولا أعلم تبعا"لأية مخلوقات هؤلاء يصنفون ، حتى يبدو هذا الاستخفاف بمصالح الوطن والإجحاف بحق المواطن . بيد أن المؤكد أنهم لا يفقهون من ألف باء السياسة إلاّ اسمها ، ولا يفهمون من شؤون الدولة وأمور السلطة إلاّ ما يدر عليهم من مكاسب مالية ومناصب حكومية . ولكن اعلموا أيها العيال والجهّال إن في علم السياسة ، ليس هناك ما يعيب الكبير أن يقتدي بحكمة الصغير حول أصول الزعامة وفن القيادة ، طالما  إن هناك مصلحة عليا تسوغ مثل هذا الموقف وتبرره . واعلموا أيها الفاسدين والطارئين أن في علم السياسة ، ليس هناك ما يخجل الكل أن يتعلم من الجزء مبادئ الحكم وحسن إدارة السلطة ، طالما أن هناك ضرورة ملجئة تستدعي مثل هذا التصرف وتستلزمه . واعلموا أيها المتاجرين بالمصائر والمتلاعبين بالسرائر  إن في علم السياسة ، ليس هناك ما يدين الأعلى أن يقلد موقف الأدنى إزاء الحنكة في إدارة الأزمات والحكمة في اتخاذ القرارات ، طالما أن هناك واجب وطني يقتضي مثل هذا الخيار ويتطلبه . والحال لماذا يتعامى المسئولين في الحكومة المركزية عن الدروس المجانية ، التي تقدمها لهم حكومة الإقليم في كردستان على طبق من ذهب ؛ من خلال الكيفيات التي تدير بها عناصر كل أزمة سياسية تنشب بينها وبين المركز ، حيث تتغلب المصلحة العليا للإقليم على مصالح القوى والتيارات السياسية الأخرى ، سواء منها الموجودة في السلطة أو المنخرطة في المعارضة . مثلما عبر الآليات التي تعتمدها عند كل طارئ أمني يتفاقم على تخوم المناطق المتنازع عليها ، حيث تتقدم مصالح الشعب الكردي على أية مصالح أخرى تتقاطع وتتعارض معها ، سواء أكانت  مشروعة أم غير مشروعة ،عادلة أم غير عادلة ؟! . إذ ما أن تحدث أزمة أو تقع نازلة حتى يهرع جميع الفرقاء - وبدون استثناء - للاصطفاف خلف حكومة الإقليم وتحت سلطتها ؛ إما لدعم موقفها وتأييد سياستها وان اختلفت توجهاتهم ، وإما لإزجاء النصح وتقديم المشورة وان تعارضت برامجهم . وذلك بصرف النظر عما إذا كانت تلك المواقف والسياسيات تنسجم مع المصالح الوطنية العليا للعراق أم لا ، وبصرف النظر عما إذا كانت تلك الممارسات والتصرفات تصب في خانة الشعب العراقي ككل أم لا . ولعل مدار حديثنا هنا ينطبق على ذهنيات وسلوكيات قوى ما يسمى (بالمعارضة) بكل ألوانها الحزبية وأطيافها المذهبية ومضاربها القبلية ، وذلك من منطلق مخالفتها مبادئ العمل السياسي المتعارف عليها ، ومجانبتها لقواعد المسؤولية الوطنية المسلم بها ، فهي وان تمتلك ترسانة مدججة بالأدلة الدامغة ضد ممارسات الحكومة المركزية ، فضلا"عن توفرها على كم هائل من المعطيات التي تدين السلطة الاتحادية ، إلاّ أنها لا تختلف عنها في شيء ؛ إن من حيث تفريطها بالثوابت الوطنية (الخطوط الحمر) كما يجيدون وصفها عادة ، لصالح مآربها الحزبية الدنيئة ومغانمها الفئوية الضيقة ، أو من حيث إفراطها في تعصبها لنوازع انتماءاتها الاقوامية / الهامشية ، وولاءاتها الطوائفية / التحتية ، وثقافاتها القبائلية / الفرعية . كل ذلك على حساب انتمائها الوطني المشترك وولاءها العراقي الجامع . وهكذا فقد كشفت أحداث الحويجة سابقا"وتداعيات الانبار حاليا"عن الطابع الزقاقي (الصبياني) والخاصية الرعاعية (الهمجية) ، ليس فقط للعقليات القابضة على مقاليد السلطة والمسيرة لشؤون الدولة فحسب ، وإنما للعقليات الرابضة في مواقع المعارضة والمتربصة في ساحات الاعتصام كذلك . ففي الوقت الذي تحرز فيه حكومة الإقليم الكردستاني النجاح تلو النجاح والمكسب تلو المكسب ، عبر الاستثمار المدروس للفرص التي تقدمها الأزمات السياسية والاستغلال الأمثل للمعطيات التي توفرها الاحتقانات الطائفية ، بين كل من حكومة بغداد والقوى والتيارات والحركات المعارضة لها ، على خلفية التوزيع غير المتكافئ للحصص والتقسيم غير العادل للامتيازات . الأمر الذي يعزز مركزها (= حكومة الإقليم) التفاوضي ويقوي موقفها السياسي ، لا ضد حكومة المركز وحدود سلطتها ونطاق سيادتها فحسب ، وإنما على حساب حقوق المعارضة ودورها أيضا". نجد إن هذه الأخيرة قد استهلكت نفسها بالتظاهرات المطلبية واستنفدت طاقاتها بالمهاترات الخطابية ، لا حرصا"منها على سلامة الوطن من التقسيم وحقوق المواطن من التقزيم ، وإنما خوفا"من تردي سمعتها وخشية من ضياع مصالحها وهلعا"من خسارة مواقعها . هذا في حين ترغي حكومة بغداد وتزبد على كل من يتطاول على سلطتها المخترقة ويتجاسر على سيادتها المنتهكة ، دون أن تعطي ، بالمقابل ، لضجيج المتظاهرين وصراخ الداعين آذان صاغية . ليس فقط من أجل تحقيق بعضا"من مطاليب هؤلاء ودعوات أولئك فحسب ، وإنما لكي تحفظ للبعض الآخر منهم ماء الوجه أمام اقرأنهم ، بعد أن غرر بهم وتوجر بجهلهم وسذاجتهم . بحيث أوقعت نفسها في ورطة لا تحسد عليها كلفتها ثمنا" باهظا"، سوف تكشف الأيام القادمة حجم خسارته وطبيعة جسامته ، لا في مجال السياسة والاقتصاد والجغرافيا فحسب ، وإنما في مجال التاريخ والثقافة والهوية كذلك . لقد عرت وفضحت هذه الأزمة الخطيرة – ولن تكون الأخيرة بالتأكيد - التي لا زالت عناصرها وتداعياتها تتفاعل على مختلف الصعد والمستويات ، ليس فقط ضعف الحكومة المركزية إزاء مواجهة التحديات المصيرية ، التي تفرضها عليها حكومات الإقليم والمحافظات الأخرى فحسب ، وإنما مقدار عجزها وتخبطها في إدارة الأزمات السياسية ومعالجة الاحتقانات الاجتماعية . الأمر الذي يسم تصرفاتها وردود أفعالها بالطيش والتهور ، طالما أنها تصرّ على تغليب عقلية الغنيمة وإرادة الغلبة وخطاب الهيمنة ، بدلا"من الاحتكام إلى لغة الحوار المتكافئ وعلاقة الشراكة الندية ، على خلفية ثوابت الوطن الواحد والعراق الموحد . والأنكى من ذلك كله انه بقدر ما ترفع سلطة الإقليم سقف مطاليبها وتضغط باتجاه الحصول على تنازلات أضافية ، بقدر ما ترفع سلطة المركز (الراية البيضة) ، إعلانا"منها بالاستسلام دون قيد واعترافا"منها بالموافقة دون شرط ، كما حصل سابقا"في الاجتماع بين وفدي الحكومتين العتيدتين ، بعد أن وضعت حكومة الإقليم نظيرتها المركزية أمام الأمر الواقع ، على أثر تحريك قوات البيشمركة لاحتلال مواقع حول محافظة كركوك ، زعم أنها لملئ الفراغ الأمني الحاصل على خلفية الأحداث الدامية هناك . وبهذا تمارس حكومة بغداد سياسة مزدوجة وتكيل بمعيارين كما يقال ؛ فهي من جهة تبدي اللين والإذعان حيال مطالبات الإقليم المشاكس ، لاسيما وأنها وافقت على تنفيذ ما عجزت العديد من المحاولات طيلة السنوات العشر العجاف عن بلوغ حدها الأدنى . وهي من جهة أخرى تظهر التشدد والتوعد حيال مطاليب الآخرين في الأقاليم الوسطى والجنوبية ، لا عن تقدير صائب للمواقف ودراسة متأنية للخيارات ، وإنما عن جهل مطبق بأمور سلطة الدولة وقيادة دفة المجتمع من جانب ، وتجاهل متعمد للعواقب الوخيمة الناجمة عن الانفتاح والانبطاح هناك والتقوقع والتمنع هنا . وكخاتمة لموضوع لا نرى له خاتمة ، فلا أصدق مما قاله العالم الانثروبولوجي الفرنسي (بيار كلاستر) حين أفاد في كتابه (مجتمع اللادولة) الموحي والفائض بالدلالة (( يكون المجتمع بدائيا"إذا كان ينقصه ملك بما هو المصدر الشرعي للقانون ، أي بما هو آلة – دولة . على نقيض ذلك ، كل مجتمع غير بدائي هو مجتمع – دولة )) ! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45737
Total : 101