قبل ايام صادفت فلاحا من اهالي منطقة الحسينية في مخازن الشعب يريد الحصول على حصته المقررة من السماد الكيمياوي.كانت الاجراءات سلسة جدا,وفي غاية السهولة.وبعد تجهيز المادة المطلوبة حمل الفضول الفلاح على ان يلقي نظرة على المكائن والمعدات التي يضمها المعرض الدائم في الموقع.ولكي اشبع فضولي سالت الفلاح عن عمله ووضعه وكيف تسير اموره فاجابني بانه متفائل وهو يحب هذه المهنة لانها جزء من ميراث عائلته.وعلى الرغم من ان ذلك الفلاح كان غير قادر على التعبير ببراعة الا انه اشعرني بالامل الذي نحن بحاجة اليه.
شخصيا اتفاءل كثيرا حين اشاهد اصرار الفلاحين على الزراعة والتمسك بالارض.وقبل اعوام قليلة التقيت بمدير زراعة ديالى فكان هذا الرجل مثال الانسان الذي يعشق ارضه بعفوية شديدة.وحين تحدث اكتشفت معنى الجمال الحقيقي في كلماته.والى هذه اللحظة لم انس ولن انسى ذلك اللقاء العميق في مدينة ديالى التي تتعرض اليوم لمصاعب كثيرة بسبب الاوضاع الامنية فيها.
قبل ثلاثة اعوام افتتح معرض المعدات الزراعية في موقع الشعب من خلال خطة تنفذها التجهيزات الزراعية لايصال كل وسائل ومستلزمات الزراعة الى الفلاحين.وهذه مهمة ليست سهلة في ظل ظروف كهذه.لكن العمل الدؤوب سيثمر في النهاية واقعا جديدا يختلف عن صعوبات هذه المرحلة.
لا حل امام الحكومة الا بدعم الزراعة,وقد حان الوقت لان النفط لم يعد يكفي في سد حاجات البلد.الزراعة اذن هي الحل.وبلا نوايا صادقة لن نحقق شيئا.وكما اقول دائما ان الارض تعلمنا اكثر مما يعلمنا النفط..لكن النفط سينتهي ويصبح ذكرى ولن تكون الزراعة وخيرات الارض كذلك.سيظل عطاء الارض قويا لو عملنا بصدق معها.اما اذا لم نفعل ذلك فمشكلتنا ستكون اكبر واصعب مما نتوقع.ان الارض لا تخون فلنحاذر من خيانتها.
مقالات اخرى للكاتب