عندما أعلن السيد العبادي عزمه تشكيل حكومة تكنوقراط بدلاٌ من حكومة المحاصصة الحزبية والطائفية التي لم تقدم للشعب والوطن كسابقاتها من الحكومات أية انجازات حقيقية غير العمل لكتلها وأحزابها وغير الفساد وسرقة المال العام وسوء الخدمات والفشل الذريع , فقد عبرت أغلب الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية عن موافقتها على حكومة التكنوقراط شرط أن ترشح هي وزرائها من التكنوقراط في إشارة الى بقاء الوجوه الكالحة التي فشلت في إدارة الدولة طيلة الثلاثة عشر سنة الماضية وأوصلت البلاد الى الهاوية بسبب استشراء الفساد وسرقة أموال الشعب وموازنات الدولة والمحسوبية والمنسوبية في كل الوزارات ولم تقدم أية خدمات أو انجازات لهذا الشعب بل تم سرقة الأموال المخصصة للمشاريع والبناء والأعمار وحولت أموالها الى أحزابها وكتلها والى حسابات السياسيين في بنوك العالم والى عقارات وشركات خاصة لهم في عواصم العالم المختلفة ,وها هي الكتل والأحزاب تريد أن تلتف على دعوة العبادي لتشكيل حكومة التكنوقراط بترشيحها وزراء من كتلها وأحزابها على أساس أنهم تكنوقراط لإبقاء الوزراء الذين دمروا البلاد والعباد وسرقوا أموال الشعب ونهبوا ثرواته وجوعوا شعبهم وأفقروه وأمرضوه وضيعوه وضيعوا وطنهم كما حصل في وزارات الكهرباء والصناعة والداخلية والدفاع والنقل والإسكان والبلديات والتجارة والزراعة وباقي الوزارات على أساس إن وزراء الكتل والأحزاب الذين شغلوا المناصب الوزارية وتنقلوا بين الوزارات المختلفة الاختصاص في كل تشكيله وزارية جديدة وفق مبدأ المحاصصة هم التكنوقراط ولديهم أكثر من اختصاص كما هو الحال في وزارة الكهرباء والنفط والتعليم العالي التي شغلها وزير واحد وكأنه خبير في كل هذه الاختصاصات ففشل فشلاٌ ذريعاٌ في كل هذه الوزارات التي شغلها إن حكومة التكنوقراط التي يريدها الشعب وطالب بها من خلال تظاهراته الشعبية هي حكومة ذوي الاختصاص والمهنية والخبرة والتجربة التي تنقذ العراق من الواقع الحالي المتردي وتقضي على الفساد وسرقة المال العام وسوء الخدمات والفقر والجوع والتشرد والانهيار الأمني والاقتصادي والتي تستطيع توظيف أموال الدولة وإمكانيات الوزارات لخدمة الوطن والشعب من خلال المشاريع الخدمية والصناعية والزراعية والصحية والعلمية والتعليمية والعمرانية والاقتصادية لكي تصل بالعراق الى مصافي دول المنطقة والعالم التي لا تملك نصف ما يملكه العراق من ثروات وأموال وإمكانيات وقدرات وطاقات علمية وبشرية خلاقة , لا نريد حكومة تكنوقراط سياسية أغلب شهادات وزرائها السياسيين الذين يدعون أنهم تكنوقراط مزورة إضافةٌ الى أنهم لا يمتلكون الخبرة والتجربة في إدارة الوزارات لكنهم يمتلكون الخبرة الكبيرة في السرقة والنهب والفساد والمحسوبية والمنسوبية والكذب والتحايل فإذا كان السيد العبادي جاداٌ في دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط من ذوي الاختصاص والمهنية والخبرة وما أكثرهم في العراق وخارجه عليه إبعاد كل السياسيين الذين فشلوا في إدارة وزاراتهم عن هذه الحكومة وإبعاد مرشحي الكتل السياسية حتى وان كانوا تكنوقراط لأنهم يعملون لمصالحهم الخاصة ومصالح كتلهم وأحزابهم لا لمصلحة الوطن والشعب ودعوة التكنوقراط الحقيقيين والمهنيين وذوي الاختصاص والخبرة والتجربة من أساتذة الجامعات ومن الكفاءات العراقية الموجودة في العراق أو في دول المهجر والمعروفة بكفاءتها ومهنيتها واختصاصاتها النادرة ونزاهتها ونجاحها في إدارة الوزارات التي اسند ت إليها في الحقب الماضية والذين استقطبتهم الشركات والجامعات الأوربية والأمريكية للعمل كخبراء ومستشارين وتجاوز سياسة الثارات والانتقام والتهميش والإقصاء للكفاءات المعروفة بحجج واهية لا تخدم العراق وشعبه إنما تخدم أجندات خارجية ودول إقليمية لا تريد لهذا البلد النهوض وتجاوز كبوته والتقدم الى مصافي الدول المتطورة .
مقالات اخرى للكاتب