Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
وطن كبير وعقل صغير!!
الأحد, حزيران 2, 2013
د. صادق السامرائي

 

العراق وطن كبير بتأريخه وأرضه وسمائه وما فيه وما عليه.
ومصيبته أنه لم تتولاه قيادة بحجمه وقدرته وجوهر ذاته.
فالعقد السابق لم يُنجب مَن يُبصرالعراق , وإنما إزدحمت البلاد بالذين انغلقوا في الكرسي والفئة والمجموعة , وغيرها من التصاغرات المنكرة وطنيا وديمقراطيا وحضاريا.
وكان من الممكن أن يكون شخص واحد قائدا تأريخيا , ومؤسسا وملهما وأبا وطنيا وإنسانيا عبر الأجيال, لكنه تنازل عن هذا الدور الخلاق , وإنكمش في حالة أخرى ترتبط بجوهر إنتمائه وأصله.
ومعضلة العراق الأساسية , أنه لم يلد قائدا , حزبا , أو رؤية وطنية تستوعبه وتدركه وتعبّر عنه , وترتقي إلى حجمه ودوره الإنساني.
فعلى مرّ العقود , ومنذ تأسيس دولته الحديثة , وحتى اليوم , جميع القوى التي تسنمت زمام الأمور , قد تخندقت في صناديق إنقراضية وإتلافية مريرة , أخذتها إلى نهايات مأساوية أليمة ودامية.
فكانت الرؤية في النظام الملكي , تفتقد إلى آليات صناعة الوجود الوطني المتفاعل , وفي العهود الجمهورية , كانت الرؤية عسكرية بحتة , ومرتبطة بنزعات وتصورات فردية وتسلطية دامية, حتى إنتهت جميعها إلى ما صارت إليه من ويلات الختام.
وبتوالي التداعيات السياسية , بما تمخض عنها من صراعات وتمزقات ونزاعات , معززة بآليات الدوران في دوائر مفرغة , تم رمي المجتمع في طواحين الإتلاف الحضاري المتواصل , والذي أصبحنا نعاني منه , ونحن نرفع أسمى الرؤى الإنسانية والحضارية , وننادي بالديمقراطية , ونأتي بنقيضها وعدوها في سلوكنا وتفاعلاتنا اليومية القاهرة.
هذا واقعنا السياسي والإجتماعي الذي ننسحق فيه جميعنا وبلا إستثناء , وذلك لأننا نغفل جوهر صناعة الوجود الوطني الصالح للناس أجمعين.
كما أننا لا نتعلم من تجاربنا أبدا , ولا نحلل أخطاءنا وندرس الحلول اللازمة لتفادي تكرار المآسي , والحفاظ على الوطن والشعب , بل نستلطف الدوران في ذات الحلقة المفرغة من التداعيات ونكرر ما كان , ولا نعرف كيف نفكر بالآتي ونضع الخطط اللازمة لصناعة مستقبل مفيد.
فعلى مدى عقد مضى ونحن نكرر ذات العبارات والمسميات والمفردات , ونقترب من الحالة بذات العقلية التي ما عرفت حلا لأبسط المشكلات , وندعي الديمقراطية والحرية والحكم بالقانون , الذي ما عرفناه أو أدركنا فحواه , بقدر ما إحتشدنا حول الكراسي العامرة بالإستحواذ على خيرات البلاد , والمعزولة تماما عن معاناة ومقاساة العباد.
إنّ الأوطان لا تبنى بالقيل والقال , وكيل الإتهامات , وربط كل ما يحصل بالذي مضى وما إنقضى.
إن الأوطان تبنى بالرؤية الوطية الصادقة الفاضلة الجامعة , وبالقيادة القادرة على التفاعل الوطني الحضاري المعاصر , الذي يكفل الحقوق والواجبات لجميع الناس , بعيدا عن الإندحارات في هذا الصندوق أو ذاك , وبما تستدعيه الفئوية من مسميات.
وبما أن القيادة التي ترتقي إلى حجم الوطن غائبة أو مفقودة , فأن الوطن في غيبوبة , أو أنه مفقود ومغيّب عن الوعي والإدراك , وهذا يعني أن آليات التشظي والتناثر والإضمحلال هي التي تتفاعل وتتآزر , لصناعة الوجود الواهن المتصدع , والخالي من قدرات الحفاظ على جميع الهويات.
لأن الوجود في هكذا حالة سيتحول إلى مضغة سهلة في أطباق الإلتهام الحضاري الفعّال, وفقا لآليات الإنمحاق والخروج من عالم الحياة , والدخول في أجهزة التقطير الإتلافي, التي تحوّل خامات الشعوب والأوطان إلى عناصرها اللازمة , للإستثمار في بناء القوى الأخرى , وتحرير طاقاتها الضرورية لديمومة هيمنتها وإستئثارها بالحياة.
تلك هي محنة العراق , ولكي تتجدد قواه , ويلد ذاته من رحم جوهره , عليه أن يلد مَن هُمْ بحجمه , وكل وطن لا يقوده مَن يملك رؤية متفقة وحقيقته , تدوسه سنابك العصور , ويتحول إلى طحين في طاحونة السحق الغابي المعاصر.
ذلك قانون معروف وفاعل في الأرض منذ الأزل , فهل سنرتقي إلى حيث العراق , أم أننا معه على إفتراق , ونسعى إلى التحول إلى رماد , ونحن نؤجج هاوية الإحتراق؟!!



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45823
Total : 101