حين اخبرني صديقي الشاعر محمد ثامر يوسف عن توقف جريدة الاتحاد عن الصدور بسبب الضائقة المالية التي يمر بها البلد انزعجت لان هذه الجريدة الغراء كانت منبرا لاقلام تواصلت معها طيلة سنوات.انزعجت لان توقف صحيفة عن الصدور يعني ان البلد والذوق سائران الى جهة المجهول.هذا ما اراه,ويبدو اني ارى اشياء خاصة بي ولا تهم وجهات نظر الاخرين.
في واحدة من جمله البليغة جدا يقول هيغل ان قراءة الصحف تشبه صلاة الصبح..لكن مثل هذا التفكير لم يعد موجودا او هو نادر الوجود.
المهم لا يجوز ان تتوقف “الاتحاد”عن الصدور.وفي الحقيقة لم اكن اتوقع ان يحصل “للاتحاد” ما حصل لها.كما اني لا افهم ايضا كيف يمكن ان تتوقف جريدة لها مثل هذا التاريخ,وهذا الاصرار على قول الحق,وعدم التزمت الشكلي.
لا احد ينكر الضغط الذي تسبب به التقشف المالي الذي اعقب اعوام رخاء انتهت كحلم سريع.ونحن نواجه اليوم مشكلة كبيرة في المجالات كلها.وها هي واحدة من صحفنا المهمة تقف دون ان تجد من يمد لها يد العون.لذا لا بد ان يتم اعادة اصدار “الاتحاد” مرة اخرى.ولا اظن ان هناك فقرا ماليا الى الحد الذي يصعب معه اعادة الحياة الى الجريدة التي كانت في يوم من الايام تضج بالحياة والحركة.
لن انسى مواظبتي على قراءة عامود رئيس التحرير فرياد رواندوزي واعمدة الزملاء الاخرين.اضافة الى عشرات المقالات في الثقافة والسياسة.كانت الصفحة التي تترجم مقالات لكتاب في الصحف العالمية زادي اليومي.”الاتحاد” هي بيت الارواح الحقيقية التي احبت الحرف والصدق.
اتذكر زياراتي لها واحاديثي مع الاصدقاء الذين لم اعد التقي بهم كالسابق..من قوة تلك الجريدة تعلمت اكثر واحببت القراءة كمشوار نحو الطهر.وانا اتمنى ان ينظر من يهمه الامر في امر اعادة نبض الجريدة الى الحياة ثانية.
مقالات اخرى للكاتب