هو الانجاز الذي يجب أن نفتخر به، نعني الانجاز الذي حققه العداء العراقي عدنان طعيس في سباق 1500 متر ضمن فعاليات ألعاب القوى في دورة الألعاب الآسيوية الجارية أحداثها في مدينة انشون الكورية الجنوبية حينما حل ثالثا في السباق النهائي ليحصل على الميدالية البرونزية التي كان من الممكن تغيير لونها الى الذهبية لولا التزوير "المبطن" الذي قامت به قطر حينما أشركت عداء من دولة أخرى بعد أن منحته الجنسية القطرية لغرض الحصول على ميدالية ليست من استحقاقها، ومثلها فعلت البحرين التي حصل مجنسها على الميدالية الفضية. وهذا العداءان يعدان من أبطال هذا السباق على نطاق دولي وقد منحتهما الحكومتان القطرية والبحرينية امتيازات كبيرة قبل موافقتهما على المشاركة باسم قطر والبحرين.
العداء الذهبي، وليس البرونزي عدنان طعيس تمكن من الحصول على هذا الانجاز بالرغم من أنه لم يحصل الا على الدعم الذي قدمته له اللجنة الأولمبية العراقية، واتحاد ألعاب القوى حيث وفرت له خلال المدة الماضية معسكرات مثالية داخل وخارج العراق وهو الأمر الذي دعاه الى أن يهدي هذا الانجاز الكبير الى اللجنة الأولمبية ورئيسها الكابتن حمودي الذي كان حاضرا هذا السباق.
لابد لنا هنا من تسليط الضوء على معاناة هذا الرياضي الذي رفع علم العراق عاليا في سماء مدينة انشون الكورية الجنوبية، وهو الرياضي الذي يمتلك طاقة فريدة من نوعها لا يمكن لها من أن تخرج الى الأرض في ظل الواقع المادي المرير الذي يعيشه الا لكونه يعشق العراق وترابه وشعبه، وكان من السهل عليه أن يغير هذا الواقع بتوقيع صغير لقطر التي عرضت عليه الجنسية القطرية مقابل اغراءات كبيرة، لكنه رفض هذا العرض المغري بالرغم من عوزه المادي، وبالرغم من كونه يعيش في بيت مؤجر في بغداد ليتواصل مع مدربه وزملائه في التدريبات تاركا عائلته تعيش في مدينة الكوت، وبالرغم من كونه يتنقل في الباصات بين بيته المؤجر الى الملاعب التي يخوض عليها تدريباته.
بالرغم من ذلك كله، تمكن هذا العداء الذهبي من اضافة ميدالية جديدة للعراق وهي الميدالية العاشرة التي يحصل عليها خلال مسيرته الرياضية، وهنا نناشد الحكومة العراقية ورئيس مجلس الوزراء فيها تحديدا، والبرلمان العراقي بتكريم هذا البطل تكريما خاصا يليق بالانجاز الذي حققه في هذه البطولة الكبيرة حتى لو تطلب الأمر تشريعا خاصا يصدره البرلمان العراقي، فالانجاز المتحقق، لاسيما في الظروف الصعبة التي يعيشها العراق وشعبه الجريح يعد أفضل بكثير من تشريعاتهم التي حصلوا من خلالها على امتيازات لا يستحقونها مطلقا.
لقد رفع طعيس ومثله الرباع البطل كرار محمد حميد الذي لا يفوتنا الاشادة بالانجاز الكبير الذي حققه حينما حصل على أول ميدالية برونزية للعراق في هذه الدورة في منافسات رفع الأثقال والذي لا تقل قيمته عن انجاز العداء عدنان طعيس، رفعا اسم العراق وعلمه عاليا في سماء القارة الآسيوية وهما يستحقان تصفيقنا بحرارة لأنهما حصلا على انجاز حقيقي بمعنى الكلمة.