من المؤكد أن الجميع يبحث عن سلامة وأمن اللاعبين قبل أية قضية أخرى، سواء كانت فنية أو تنظيمية، بل أن ذلك يعد من الشروط المهمة التي يحث عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل اقامة أية بطولة رسمية أو ودية ، لذا فهو يصدر قرارات بمنع اقامة المباريات في بعض الدول التي تحصل فيها حروب أو اضطرابات أمنية وآخرها كانت منعه اقامة مباريات في اسرائيل بسبب الأحداث الجارية في غزة، ومثلها أوكرانيا. أيضا من المؤكد أن جميعنا يتمنى تواصل اقامة الدوري العراقي الممتاز بالنظام الذي تسير عليه أغلب بلدان المعمورة وهو نظام تجني منه الكرة العراقية العديد من الايجابيات، إذ في ظله تكون المنافسة ذات طابع مختلف عن نظام المجموعتين الذي اضطرت الظروف الأمنية الى اقامته في السنوات الماضية، فضلا عن أن عدد مبارياته تعادل ضعف مباريات الدوري في حالة اقامته على نظام المجموعتين، إذ في حالة الدوري العام سيخوض الفريق 38 مباراة، أما في الحالة الأخرى فان مباريات الفريق ستكون 18 مباراة وهذا فارق كبير يؤثر تأثيرا كبيرا على مستوى تطور اللاعبين والمدربين، فضلا عن أن اللاعبين الشباب سيحرمون من فرصة مشاركة مواتية في حالة الدوري العام بسبب عدد المباريات. نعم، ان من حق الاتحاد العراقي لكرة القدم الوقوف على الحالة الأمنية الصعبة التي يمر بها العراق حاليا والواجب يحتم عليه التفكير بجدية لايجاد صيغة يقيم بها الدوري العراقي، لكننا نعتقد أن اقامة الدوري بنظام المجموعتين ليس هو الحل الأنسب، لاسيما من جانب الاشكالية الأمنية، فان كان الخطر الأمني هو السبب فذلك الأمر يظل قائما في الحالتين، نعني الدوري العام، أو دوري المجموعتين، وفي أية بقعة من بقاع العراق، ان كانت ساخنة أو باردة. نحن نتحدث عن بطولة دوري صرفت عليها الأندية ملايين الدولارات من عقود لاعبين ومعسكرات تدريبية ورواتب وغيرها، وليس عن بطولة لعدد محدد من المباريات، لذا على الاتحاد التفكير بواقعية أكثر للوصول الى حل يخدم الجميع مع مراعاة الجانب الأمني بحرص كبير. جميعنا يعلم أن مفخخات الارهابيين تلاحق العراقيين في كل أرضه، لكننا نحمد الله على أن ملاعبنا التي تستضيف مباريات الدوري العراقي ومنها المباريات الجماهيرية التي يصل عدد حضورها الى عشرات الآلاف لم تشهد مثل هذه الجرائم وذلك بفضل الحرص الشديد من قبل الأجهزة الأمنية. نحن هنا نسال: كيف وصل الاتحاد العراقي لكرة القدم الى قرار العودة الى نظام المجموعتين.. هل عقد اجتماعا مع اللجنة الأولمبية، أو وزارة الشباب والرياضة؟ ان كانت الاجابة هي أن الاتحاد هو المسؤول عن اللعبة ولا دخل للجنة الأولمبية أو الوزارة في قراراته الفنية، فهل تشاور مع الجهات الأمنية كوزارة الدفاع، أو وزارة الداخلية قبل اتخاذه هذا القرار، كون أن سببه يتعلق بالجانب الأمني؟. المفارقة في قرار الاتحاد أن نظام الدوري العام، أو نظام المجموعتين لن يمنع حدوث أية كوارث أمنية، لا سامح الله، ان لم يكن هناك ترتيبات حقيقية مع الجهات الأمنية لحماية الملاعب، ونحن نعلم أن هذا الأمر، نعني التنسيق هو قائم خلال السنوات الماضية بشكل يستحق الجميع الثناء عليه، لذا نعتقد أن لا ضرورة لتغيير نظام الدوري في ظل التنسيق مع الجهات الأمنية. هذا من جانب، ومن جانب آخر أن فرق الدوري في حالة نظام الدوري العام، أو نظام المجموعتين ستتنقل حتما بين ملاعب المحافظات العراقية والعاصمة بغداد وهذا الأمر في حالتيه سيعرضها الى المصاعب الأمنية وهو قضية لم تحدث للمرة الأولى خلال السنوات الماضية، أما إذا كانت القضية تبرر على أن الأوضاع الأمنية في حال مختلف عن العام الماضي، أو الذي قبله بسبب سيطرة تنظيم داعش الارهابي على بعض المدن فالاتحاد العراقي لكرة القدم يعلم قبلنا جميعا بأن هذه المدن لا توجد لديها أندية تخوض غمار الدوري الممتاز في هذا الموسم، وبذلك فان لا مباريات ستقام على ملاعبها. نتمنى أن يعود الاتحاد عن قراره هذا، والعودة الى مناقشته مع الأطراف الأخرى مثل الأندية المشاركة في الدوري والجهات الأمنية المختصة بشكل أدق.