للأسف الشديد صارت بعض النقابات والاتحادات والمنظمات المهنية العتيدة ، في وضع لاتحسد عليه إطلاقا حتى العريقة منها ، ولسبب بسيط للغاية ، فأن القائمين عليها أصبحوا يمنحون هـويات الانتماء والعضوية لكل من هب ودب على نحو يؤثر على سمعتها و مكانتها ، وتلعب المحسوبية والمنسوبية والعلاقات الشخصية دورا بارزا في ذلك ، حيث يسعى البعض للحصول على تلك ( الهـويات ) ، من اجل تترجم مفعولها السحري وقـوتها القانونية في الشارع من خلال العبارة المطبوعة على نماذج تلك الهـويات : ( غير مشمول بنظام الفردي والزوجي ) لدى رجال المرور ، إذ كثيرا ما أصادف بعض الأشخاص من الأصدقاء والمعارف وهـم يبرزون لي هـويات خاصة بهم صادرة هـذه الجهة الإعلامية وتلك وبعناوين وصفات متعـددة مثل : (عضو عامل ) و(عضو مشارك ) و( مترجم صحفي ) و( عضو متدرب ) و( منسق إعلامي ) . . الخ . وحينما أتوجه بسؤال احـدهم : كيف حصلت على هـذا الانتماء و العضوية وأنت لاعـلاقة لك بالعمل والنشاط الإعلامي المهني لامن قريب ولا من بعيد ؟ ! تأتي الإجابة الواضحة والصريحة المتمثلة بالقول : (لكل شيء ثمنه ) ياعـزيزي .
وجدير بالإشارة والذكر إن الغرض والقصد من الكتابة في هكذا موضوع ، ليس من باب تحريض الأخوة رجال المرور للتأكد من شخصية حامل (الهوية) أو ( الباج ) ، بـل بـودي الاستفسار عـن مدى موضوعية ومصداقية تلك الأفعال التي يضطلع بها القائمون على إدارات تلك النقابات والاتحادات ، ثـم هل من المنطـق والمعـقـول أن تقـوم هـذه الإدارات المعنية بالأمر بمد يـد العون لتقـديم المساعدة في منح العضوية ( المزيفة ) لكل من يطلبها دون مراعاة الضوابط والتعـليمات الخاصة بذلك ، حتى يتم إدراج أسماء أيا كان في سجلاتهم مع الأعضاء ( الحقيقيين ) .أما المفارقة الأخرى التي حصلت معي هـي ، عندما برز لي احدهـم قبل عـدة أيام بهـوية إعلامية متفاخرا ، أصبت بالدهشـة ! لأنه لايحمل إجازة قيادة مركبة أصلا وذلك لصغر سـنه ، فسألته باستغراب شـديد : كيف حصلت على الهـوية الإعلامية قبل إجازة السـوق ؟ ! فكان جوابه بلهجة الواثق من نفسه : كل شيء يأتي بالفلوس .
مقالات اخرى للكاتب