في مقهى المتقاعدين رأينا ما لا يصدق ،فقد عرض التلفزيون مشاهد من زيارة العبادي ( التعبدية ) الى كربلاء المقدسة حيث تدافع الالاف من العراقيين الزائرين للسلام عليه لل(التبرك ) بمصافحته .ومع ان مثل هكذا مشهد مألوف ، فقد راينا مثله في عهد قاسم والعارقين والبكر بعدهما وبكثافة بشرية اعظم مع هتاف : ( ...كل القلوب تهواكو بالروح بالدم )
.وقتها كنا نعتقد ان هكذا استقبالات هذه والهتافات تلك انما تعود الى امرين اولها ـ اللواكة ــ بالعامية ، فقد اكتسب هذ الشعب خلة التملق وتطبع عليها وصار من كثرة التكرار لا يستحي منها ! .وثانيها الخوف الذي سكن نفوس العراقيين من الحاكم ،واعتقاد كل واحد منهم بان صدام يراه او جواسيسه ويعرف نواياه من نظرة في عينه وسيحاسبه ان لم يهرع للترحيب به ! كان ذلك المنظر ايام حكم صدام معتادا ولم يملك الكثير من العراقيين الجرأة في الكف عن وهم ان صدام يعرف ما في السرائر ويحاسب على النيات ! .
اما ان تندفع الجماهير بهذا الشكل الهستيري للترحيب بالعبادي والتعارك لتقيبله فانه امر محيّر ،فالعبادي لا يعرف اسماء حتى المقربين منه من بين حراسه ،وتوهم البعض بانه سيراهم عندما لا يرحبون به ولا يدبكون امامه وسيحاسبهم ان لم يفعلوا وبقطع ارزاقهم ان اداروا له ظهورهم ، انما هو امر مردود عليهم .ولم يعرف للعبادي حدة الذكاء هذهاضافة الى انهلم يحقق اي منجز خدم به الناس.حتى يقابل بهذا الامتنان المبالغ فيه . اللهم الا ان يكون الترحيب المفرط هو موقف يراد به توصيل رسالة الى المالكي يقولون فيها :بانهم متمسكون بالعبادي لغرض اغاضته فقط .ومن دون ذلك لا يستطيع العراقي ان يذكر حسنة واحدة للعبادي تحعل الناس يرحبون به بهذه الصورة التي لايقبلها العقل !!
مقالات اخرى للكاتب