وأخيراُ ستنفرج أزمة تشكيل حكومة التكنوقراط ومعها تنفرج الأزمة السياسية في العراق بعد أن توصل السياسيون الأفذاذ الى حل جهنمي لم تسبقهم إليه أية دولة  في العالم والحل يكمن في تشكيل حكومة (نص) تكنوقراط (نص ستاو) هذا ما أعلنه أحد أعضاء مجلس النواب أمام وسائل الإعلام وأعادني هذا النائب في وصفه هذا الى أيام الصبا في ستينيات القرن الماضي عندما كنا نصطاد السمك من نهر دجلة الذي كانت مياهه عذبة وتحوي أنواع عديدة من الأسماك منها الشبوط والكطان والبني وغيرها ومعها كائنات نهرية أخرى كأبو الزمير وأبو الحكم وفي بعض الأحيان كان يعلق في سنارتنا نوع غريب من الأسماك يتكون من نصفين فنصفه الأعلى من الرأس الى منتصف البطن يشبه الجري والنصف الآخر من منتصف البطن الى نهاية الذنب كأنه حية وكنا نسميه ( نص حبة ونص جرية ) مثل حكومة السيد النائب نص تكنوقراط ولم يوضح النائب هل إن الوزراء نصفهم تكنوقراط مسيس والنصف الآخر فاشلين وفاسدين يعملون لكتلهم وأحزابهم ولا يخدمون وطنهم بل ليكملوا ما سرقه أسلافهم من ما بقي من أموال الشعب أم إن حكومة النص تكنوقراط كل وزير فيها نصفه تكنوقراط مسيس والنصف الآخر فاشل وفاسد مثل (النص حية والنص جرية ) . إن مشكلة سياسيينا أنهم الى الآن لا يعرفون غير مصالحهم ومصالح أحزابهم ولا يعرفون لم خرجت هذه الملايين من أبناء الشعب في تظاهراتها الكبرى طيلة الأشهر الماضية ثم تحولت هذه التظاهرات الى اعتصامات ولا يعرفون ماذا يريد الشعب بعد أن مل منهم ومن سرقاتهم و فشلهم وفسادهم بعد سنين عجاف من تفردهم بالسلطة والنفوذ ونهبهم لأموال الشعب وثروات الوطن حتى أوصلوا البلد  الى حافة الهاوية فخرج الشعب يطالب بالإصلاحات الشاملة وأحد هذه الإصلاحات تشكيل حكومة تكنوقراط وبمفهوم الناس البسطاء يريدون حكومة كفاءات وخبرات مهنية واختصاص والاهم من ذلك يريدون وزراء نزيهين بأيادي نظيفة وقلوب عامرة بحب الوطن يريدون حكومة تخدم الشعب وتؤمن له الحياة الحرة الكريمة لا سياسيين فاشلين وفاسدين وسراق يعملون لخدمة أحزابهم وكتلهم وذاتهم  فحكومة الكنوقراط واحد من المطالب بل الحقوق التي طالب بها المتظاهرون مثلما طالبوا بتقديم الفاسدين وسراق المال العام وناهبي ثروات الوطن الى القضاء العادل لينالوا جزائهم المستحق بسبب سرقاتهم وفسادهم ، ويريدون استعادة أموال الشعب المنهوبة منهم ،يريدون تعديل الدستور وتعديل قانون الانتخابات الذي فصل على مقاس الأحزاب والكتل الطائفية بحيث يبقيها تهيمن على المشهد السياسي في البلد كما يريدون تغيير قانون الأحزاب ليلاءم العملية الديمقراطية الصحيحة ويريدون الحد من سيطرة الأحزاب المتنفذة على الهيئات المستقلة وجعل هذه الهيئات مستقلة فعلاٌ وإعادة ربطها بمجلس النواب ، يريدون إلغاء المحاصصة الحزبية والطائفية في كل المناصب في وزارات و مؤسسات الدولة ودوائرها المركزية أو في المحافظات وإحلال مبدأ الكفاءة والخبرة والوطنية والنزاهة محل المحاصصة المقيتة ،يردون إصلاح القضاء الذي سيسه الفاسدون والفاشلون ، يريدون بسط نفوذ الدولة وهيبتها من خلال احترام القانون وتطبيقه على الجميع دون استثناء ،يريدون القضاء على الميليشيات الوقحة وعصابات الجريمة المنظمة التي تقتل وتسرق وتصول وتجول دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من التصدي لها لأنها محمية من قبل سياسيين فاسدين ،يريدون تحقيق الخدمات الأساسية التي تتعلق بحياة الإنسان العراقي وكرامته ويريدون القضاء على الفقر والجوع  والأمية والبطالة والمخدرات  والأمراض والتشرد والتهجير والنزوح ، يريدون بناء البلد و أعماره بعد أن نهب الفاسدون واللصوص كل الأموال المخصصة للبناء والأعمار، ويريدون إنقاذ الوطن والشعب من الكوارث والمآسي والحروب والدمار، فهم لا يريدون أنصاف الحلول وأنصاف الحكومات ولا يريدون التلاعب بالالفاض وخداع الشعب الذي عرف حقيقة من تسلط عليه طيلة الثلاثة عشر سنه الماضية فسرق أمواله ونهب ثرواته وجعلها خالصة لهم ولأحزابهم وعوائلهم وحواشيهم ، فكفاكم ذر الرماد في العيون وكفاكم كذباٌ وخداعاٌ فالشعب عرف حقيقتكم وأدرك أهدافكم وخبر سياستكم وشخص فشلكم وفسادكم وعرف حجم سرقاتكم وسيحاسبكم عن كل ما سرقتموه ونهبتموه ويلقيكم في غياهب السجون التي بنيتموها للأبرياء من أبناء الشعب وليس في مزابل التاريخ التي تأنف أن تضمكم .