لا يمكن للعملية الادارية من انجاز اهدافها في التخطيط والتوجيه والسيطرة والرقابة من دون قدرات دافعة  ومحرّكة لمجمل الامكانيات والمستلزمات المتوفرة أو التي تسعى العملية الادارية لتوفيرها .. وتمتد منظومة القدرات وتتشعب لتشمل مختلف النشاطات والفعاليات التي يتم انجازها عبر مسيرة تحقيق اهداف العملية الادارية من خلال العديد من المحاور التي تشكل القوى المساعدة في توفير القدرات التي تتسلح بها العملية الادارية من أجل تحقيق التغيير أو التطوير المطلوب لخلق ظروف عمل أفضل يتم من خلاله التوصل الى الانجازات التي تلتقي مع أهداف العملية الادارية .. ويمكن إجمال أهم القدرات الادارية التي تتمتع بها الادارات الساعية لتحقيق عملية التطوير والارتقاء بمسيرة التكامل بين فاعلية القدرات المختلفة التي تشكل القوة الدافعة لانجاز عملية التطوير ، وعلى النحو التالي :

1- القدرة على اتخاذ القرار : حيث لا يمكن تحقيق أي نوع من الانجاز من دون وجود رؤية واضحة مستندة الى نظم معلومات صحيحة يتم صنع القرار الاداري بموجبها من أجل اعطاء النتائج التي تنسجم مع طموحات التطوير وتحقيق المنافع المتوخات منها.

2- القدرة على التخطيط : وينطلق التخطيط من وضوح الأهداف الموضوعة للعملية الادارية التي تسعى الادارة الوصول إليها وتحديد الطرق والأساليب والمسارات التي تساعد في تحقيق تلك الأهداف.

3-القدرة على تحفيز العاملين : الانسان هو العنصر الحاسم في عملية الانجاز والحسم والابداع ولا بد من أن تتمتع الادارة بالقدرات التي تتمكن من خلق الدوافع والمحفزات التي توفر المعايير والظروف المادية والمعنوية الفاعلة في الارتقاء بزخم العطاء والانجاز والابداع من قبل العاملين .

4- القدرة على حل المشاكل : من أهم المؤشرات التي يقاس بها نجاح الادارة هو قدرتها على حسم المواقف وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والصعوبات التي تواجه العمل والعاملين وعدم ترك المشاكل والصعوبات في مسيرة العمل مهما كانت بسيطة تحاشياً لتفاقمها وبقاءها كدوّامة بدون حل .

5-القدرة على كسب ثقة الآخرين : الثقة هي من أولويات تعامل الادارة مع الآخرين سواء كانوا من العاملين في الموقع أم المحيطين بها من المتعاملين معها من خارج المؤسسة أو ممن يرتبطون معها بمصالح يقدمون خدماتهم لها أو ممن يستفيدون من خدماتها وانجازاتها أو انتاجها .

6- القدرة على فهم الآخرين : ان طبيعة العمل التي تتخللها المصالح والمنافع المتبادلة المنسجمة حيناً والمتناقضة أحياناً ، تفرض على الادارات المختلفة التمتع بمهارة فهم المتعاملين معها سواء من العاملين المؤثرين المحيطين بها أم الخارجيين ، وضرورة التمتع بالقدرة على فهم النوايا والمقاصد والدوافع التي تحركهم من أجل رسم حدود السلامة وضمان المصالح المشتركة لأهداف المؤسسة .

7- القدرة على الاقناع ومهارة التفاوض : الادارة في تعامل واحتكاك مستمر مع مختلف الجهات سواء كانت جهات حكومية لانجاز أعمال رسمية أو خاصة تفرضها منافع التعاقد أو البيع والشراء ، مما يفرض عليها التحلي بالقدرة على قوة المنطق ومهارة الاقناع وحسن اسلوب التفاوض بما يحقق المنافع والاهداف التي تسعى لها الادارة .

8- القدرة على صياغة الأحكام : ان طبيعة العمل المتغيرة والتحولات في مسيرة العمل تتطلب من الادارة التمتع بالقدرة على التكيف مع مختلف الظروف والمرونة في التوصل الى الاحكام والمواقف التي تخرج بأكبر المنافع وبأقل التنازلات والخسائر مما يتطلب من الادارة التوصل الى الاحكام التي تحافظ على التوازن في المصالح والمنافع المتبادلة من دون الاخلال بالأهداف المرسومة .

9- القدرة على خلق القوة الدافعة : يجب على الادارة ان تضع أمامها محاور ونقاط الضعف والقوة في عملها بما يساعدها على تجاوز وإزالة كافة نقاط الضعف في المؤسسة وتعزيز وترسيخ نقاط القوة التي تتمتع بها في كافة النواحي التنظيمية والمالية والتشغيلية بما يجعلها موضع احترام ويحسب لها حساب في التعامل سواء في داخل المؤسسة أو خارجها .

10- التمتع بالقدرة على بعد النظر والادراك والتنبؤ : الادارة الناجحة هي تلك التي لا تقتصر رؤيتها ونظرتها على الواقع الحالي طالما ان ديمومة بقاء النشاط أمر يدعو الى التطوير والتحسين والتوسع وزيادة المنافع مما يجعل الادارة قادرة على استشراف مستقبل العمل والتطلع الى المزيد من التقدم .

ويتضح مما تقدم بأن عملية التنمية والتطوير لا تتحقق بدون جهود وإرادة تتوفر لها جملة من القدرات تنجح في توفير الدعم والزخم والقوة الفاعلة للوصول الى الاهداف التي تضعها الادارة .