أستقال رئيس وزراء (لاتيفيا) فالديس دوميرو فسكيس من منصبه قبل ايام ليتحمل المسؤولية السياسية عن انهيار سقف أحد المتاجر في مدينة (ريجا). وقد ادى الحادث الى مقتل 45 شخصاً.وقال رئيس الوزراء المستقيل: ((اتمنى ان اشكر المجتمع (اللاتيفي) بسبب وقوفه معي في الفترة العصيبة عندما كانت بلادنا تواجه الازمة الاقتصادية والمالية لتعود الى مسار النمو.. واعتذر عن كل ما فشلنا في تحقيقه)). والذي لا يعرف شيئاً عن (لاتيفيا) فهي جمهورية كانت ضمن الاتحاد السوفيتي وقد استقلت بعد انهياره عام 1991.
بعد استقالته امتلأت شوارع ريغا – العاصمة- بالاف المتظاهرين المطالبين بعودة رئيس الحكومة الى منصبه ولكنه بعد ان شكر مواطنيه على ثقتهم به خاطبهم بالقول: لقد فوضتموني ولم أنجح ولأنني احترمكم واحترم نفسي فقد وجدت ان الاستقالة هي الاعتذار الصحيح لكم.
وقال له سياسيون من بلاده بأنه غير مسؤول عما حدث وان الجهة التي اشرفت على بناء المتجر هي المسؤولة عن ذلك. فكانت اجابته لقد احلت اعضاء اللجنة تلك الى القضاء وبما انني اتولى المسؤولية العليا فأني اتحمل تبعة ما حصل وعليَّ ان ادفع الثمن.
وطالبته قيادة حزبه بالتراجع عن الاستقالة لأتمام ولايته الثانية التي هي في سنتها الاخيرة. فكان رده سوف أظل أشعر بالخزي ان انا عدت الى رئاسة الحكومة ولا استطيع ان اتعايش مع هذه الحالة لانها عذاب سيرافقني ما حييت!
وعرض عليه سياسيون من احزاب اخرى العديد من الاعذار وقالوا له بأن ما حدث للمتجر المنهار يحدث في كل بلدان العالم ويبقى المسؤول الاول في منصبه فكان رده عليهم: لو كنت هناك لفعلت ما فعلت هنا.. اتعرفون ثقل الذل الذي سأعيشه لو عدت الى رئاسة الحكومة؟
اعتقد بأن هذا الرجل مثلاً اعلى للحاكم النزيه والشريف واحسد الشعب اللاتيفي عليه، فغيره من الحكام يختلقون الف عذر وعذر ليظلوا في مناصبهم حتى لو انهارت الجبال على المواطنين او يقتل من ابناء شعبهم المئات كل يوم!
انا لله وانا اليه راجعون.
مقالات اخرى للكاتب