قبل ايام توقفت عند مذكرة مؤلفة من تسع نقاط جوهرية تخص العمل الوظيفي وكيفية تطويره.
هذه المذكرة وقعها مدير عام الشركة العامة للتجهيزات الزراعية الذي وجه الموظفين جميعا في الاقسام والفروع والشعب ان يتحملوا مسؤولياتهم.وان ياخذوا مسالة الزمن بالحسبان في انجاز المعاملات والمهام الخاصة بالعمل. لكن ما لا يقل اهمية عن التزام الموظفين باداء الواجب هو التاكيد على حقوق الموظف المتعلقة بالايفادات او كتب الشكر او المكافآت.
المذكرة تشدد على هذه الحقوق. وانا في واقع الحال لا اريد ان الخص مضمون الفقرات التسع لكني اريد الاشارة الى النقطة الاخيرة من المذكرة وهي النقطة التي تطالب الموظفين جميعا بالعمل بنفس الفريق الواحد.هذه النقطة اهم ما في علم الادارة الناجحة ان يكون منتسبو اية دائرة منسجمين ومتفاهمين قدر الامكان. وبدون هذا الانسجام لن يتحقق نجاح او ربح يذكر.
في كثير من الاحيان يعتقد المدراء او المسؤولون في كل الدوائر الحكومية ان تطوير عمل اية مؤسسة يتم من خلال طرح الافكار ودقة تنفيذها وهذا شيء دقيق.
لكن العلاقات الحقيقية والسليمة بين الموظفين لها دور كبير في انجاح اي مشروع.الافكار الجيدة لا تنجح في امكنة مسممة بعلاقات غير انسانية.شخصيا اتذكر احد المدراء الذين جاءوا الى موقع الشعب وبعد مدة من الزمن اختلفت معه في بعض تفاصيل العمل.ففكر هذا المدير ان يبعدني من مسؤولية وحدة الاعلام في الموقع ظنا منه انه يعاقبني بهذا الابعاد.رغم ان مسؤولية وحدة الاعلام ليست منصبا ذا وجاهة.
لكن ذلك المدير كان يظن انه سيحرمني من شرف رفيع.بهذه الطريقة لن يتمكن احد من الانجاز. وسيكون العمل في ظل هذه الاجواء جحيما لا يطاق.
انا اتحدث هنا عن تجربتي الشخصية في موقف عابر كي ادلل على اهمية العمل كفريق يعمل بمبدأ الانسجام لا مبدأ الانقسام.
لا بد من متابعة كل ما جاء في تلك المذكرة ورفع الاسماء التي تستحق ان تكافأ ولم تكافأ.وكذلك تقديم كل من يستحق الشكر والتقدير او يستحق الايفاد.ففي موقع الشعب مثلا كوادر وطاقات تستحق ان تنال فرصتها لكي تقدم المزيد للشركة والبلد.
ولا اعتقد ان هناك شيئا افضل من انصاف الناس الذين يستحقون الانصاف.وان فعلنا هذا فسنكون اوفياء لتطبيق تعاليم وجوهر الدين الاسلامي..
وكما قال رب العزة بسم الله الرحمن الرحيم”يايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقـــــرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون”
مقالات اخرى للكاتب