Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحياة بين نقيضين
الخميس, شباط 4, 2016
حسام الدين الانصاري

 

          الحياة منذ الازل تتجاذبها قوتان .. الظلم .. والعمل الصالح .. وقد سبق الظلم العمل الصالح .. يوم ظلم آدم نفسه فأخرجه الله سبحانه من الجنة .. ويوم قتل قابيل أخاه هابيل.. ليضرب الله بهما مثلاً في ظلم النفس ونقيضه ، حين ظهر الظلم واضحاً في قتل قابيل لأخيه وكان يمثل قوة الظلم التي بدأها الانسان عندما عصى ربّه ، وظهر العمل الصالح واضحاً في هابيل عندما كفّ يده عن قتل أخيه ، وكانت صورة الخير والطاعة لله متمثلة في ردّه على أخيه عندما رفض الاقتتال معه .. ومن هنا بدأت هاتان القوتان ، إحداهما تدمر والاخرى تحاول الإصلاح ، ولاتَ ساعة إصلاحٍ في هذه الدنيا بعد أن استشرى فيها الظلم وخراب النفوس .

          وتلك هي آيات الله التي ضرب بها الأمثال على ظلم الانسان منذ نشوء البشرية:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إذْ قَرَّبا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِين ((27 لَئِن بَسَطتَّ إلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (  (28إنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ( (  29 فَطَوّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( ( 30 فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَأَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ  (31)المائدة .

          واذا كان العمل الصالح فيه كل ما يرضي الله ويمتد على مساحة واسعة عريضة في أعمال الخير والمعروف على قدر عدد عباد الله على أرضه ، فإن الظلم هو الآخر قد امتد على مساحة هذه الأرض ، فهناك ظلم النفس الذي يتمثل في الذنوب والمعاصي والاخطاء التي يرتكبها الانسان والتي لم تنأى عنها حتى نفوس الأنبياء والصالحين التي ضرب الله فيها مثلاً للنبي يونس (ع) حينما توجه بالدعاء طالباً الصفح والسماح من الله سبحانه وهو في بطن الحوت ( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أن لاْ إِلهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ( 87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِين ) (الانبياء /88) .

غياهب الظلم

وعلى شاكلة ذلك ما حصل للنبي موسى (ع) حينما قتل نفساً ، وما حصل لأبناء النبي يعقوب (ع) حينما أرادوا بأخيهم يوسف (ع) شراً وما حصل من قبلهم لآدم وقابيل ..

واستمر هذا التدحـــرج في غياهب الظلم والظلام والظلمات في هذه الدنيا يوماً بعد يوم .. لتتربع هاتان القوتان في صدارة الحياة الدنيا ، ويكون أضعفهما هو الخير .. لأن للظلم والظالم عصبة تنصره وتشد أزره ، ولكن الخير يقف وحيداً يترنح تحت ضربات أهل الباطل وما له من ناصر ..

          فصار أبرز ما يتميز به هذا العصر الذي نعيشه هو (الظلم( الذي أصبح صفة من صفات أهله ليتخذ شكل ظلم الانسان لأخيه الانسان ، فلا يتورع الإبن عن ظلم أمه وأبيه، والأخ عن ظلم أخته وأخيه ، والجار عن ظلم جاره ، والكبير عن ظلم الصغير ، والقوي عن ظلم الضعيف ، والحاكم عن ظلم رعيته ، وكبير القوم عن ظلم أبناء جلدته ..حينما انحسرت القيم الانسانية والتقاليد الاجتماعية النبيلة وصارت ماديّات الحياة هي المسيطرة على نوازع البشر ، واصبحت الانانية شرعة لا يستحي الناس من المجاهرة بها ، وبات كل انسان لا يرى إلا مصالحه وامتيازاته حتى ولو على حساب الآخرين ، وتفاقمت الأطماع وحب الهيمنة عند البعض لتصل الى مستوى الحياة البهيمية ، يحبون المال حبّاً جمّاً ويتجاوزون على حقوق الناس ويأكلون لقمة الفقير بنهب المال العام ويتعسفون بحق الضعيف ويمتهنون الأعزل الذي لا سند له ويشرّعون قوانين الغاب التي تعطيهم القوة والجبروت والسيادة والقدرة على إلحاق الأذى بالناس بحكم القانون الذي شرّعوه خلافاً لشريعة الله والمجتمع والأعراف والتقاليد والقيم الأخلاقية .. وأصبح ظلم الانسان للانسان شريعة مغلفة بقوانين دنيوية أزاحت قوانين السماء والشريعة الإلهية السمحاء .

          ويمتد الظلم الى أعماق سحيقة ، بعد أن يتحول من ظلم الإنسان لنفسه ، وإلى ظلم الإنسان للإنسان ، ثم يتخبط جنون الظلم بعد ذلك لينتقل الى مرحلة يتجاوز فيها كل قيم السماء ، فيتحول من ظلم النفس والبشر الى ظلم الحياة والحجر عندما تملكت الإنسان القوة والهمجية والوحشية والتخريب لتدمير الحياة والحرث والنسل ليطال الحضارة وكل مظاهر الحياة المدنية والبناء والتقدم الذي أحرزه الانسان عبر قرون من الزمن لتأتي آلة الحروب التي تستنفرها النفوس السادية المتوحشة فيعم الخراب والقتل والدمار لتعود البشرية الى سابق عهد البدائية والهمجية .. وتلك هي أعلى مراحل الظلم التي وصلت إليه البشرية أمام العمل الصالح الذي لا يقوى على مجابهته حتى ولو ناصرته البشرية جمعاء لأنها لا تمتلك أدوات الفناء والظلم التي يمتلكها الظالمون وانصارهم .

          وأولى أدوات الظالم هو الكذب وتحريف القول ، فالظالمون لا يتورعون عن تضليل الناس بالكذب وخاصة أولئك الذين يتربعون على كراسي السلطة والقدرة على الظلم ، لأنها الوسيلة التي يبررون فيها ظلمهم وتعسفهم بحق الناس ، ولا يترددون حتى عن التلاعب والتجاوز على آيات الله (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون ) (البقرة/59 ).

غفار الذنوب

الله بجلالة قدره يرحم الانسان ويغفر له ذنوبه إلا الظلم الذي يوقعه الظالم على عباده ، فيأتي الظالم متحدياً الله ليظلم عباده الذين خلقهم من روحه ويتطاول ويتجاوز على قدرته التي جعلت رحمته في المقام الأول .. فيصبح العباد الذين أحبهم الله تحت رحمة الظالم ، فيستغيثون ولا من مجير في هذه الدنيا ولكن العذاب ينتظر الظالمين الذين يتحدون الله سبحانه بظلم عباده .          وكم دعى الله سبحانه أنبياءه لمواجهة الظلم والظالم ، ومنها إذ يأمر نبيّه موسى (ع) لمواجهة ظلم فرعون حينما تجاوز ظلمه وجبروته كل حدود ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) (النازعات / 17).واذا كان الله يمهل ولا يهمل فانه سبحانه يزيد الظالم طغياناً وجبروتاً وكفراً ليمعن في غيّه فيزداد إثماً لتحل عليه اللعنة وسوء العذاب ، فيرينا الله سبحانه كيف يتساقط الطغاة واحداً تلو الآخر ، بسوء عملهم وانتهاكهم حرمات الله . ونرى اليوم عرض الناس لمظلومياتهم وابلاغ المسؤولين بها وهم على علم بالظلم والناس تذكره على الدوام فلا تجد منهم أذناً صاغية .   وإذ نعيش اليوم في دوامة هذه الحياة المضطربة نرى بوضوح مظاهر الظلم في كل زاوية من زواياها ، فلا يكاد ينجو انسان من ظلم أخيه الانسان ، فقصة قابيل وهابيل تتكرر في كل زمان ومكان وعلى عدد دقائق الساعة .. وما أسرع أن تنمو للانسان أنياب ومخالب يمزق بها أبناء جلدته .. وليس بعيداً ما نراه اليوم في واقعنا إذ ينقلب أحدنا على الآخر يَلِغُ بدمه كالوحوش الكاسرة لا يردعه دين ولا قانون ولا عُرف ولا خلق ولا شعور بالانسانية التي يلتقي عندها الجميع ، حتى أصبح البلد مرتعاً للفرقة والفتنة بسبب دوافع البعض الذين زرعوا اسباب التشرذم بالترويج للطائفية ورسّخوا اسلوب المحاصصة في ادارة شؤون البلد ونشروا الفساد الذي أصبح وباءً أصاب مؤسسات الدولة ، استنزف مواردها وعطّل الحياة .. وبذلك يكون الظلم حاضراً في حياة الناس بأوضح صوره وغياب الاصلاح والعمل الصالح ، ولكن الله سبحانه يسمع ويرى الظالمين ومن معهم من الناس الذين ينصرونهم ويؤيدون الظلم والفتنة فينزل عليهم غضبه ” وتلك القرى أهلكناهم لمّا ظلموا وجعلنا لمَهـــــلِكِهِم مــوعدا ” (الكــهف/(59 .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41049
Total : 101