نفس الاشخاص ونفس هيئاتهم الفرق فقط ان اغلبهم كان شعره اسودا واليوم اصبح شعر الراس اما رمادي او ابيض بعد كل هذه السنين لكن الوجوه هي اغلب اعضاء مجلس الحكم الذي قرر وجوده الحاكم المدني برايمر وأختاره اشخاصه ليكونوا قادة المجتمع العراقي لكن باختياره هذا لم يدرك برايمر ان اختياره هذا سيكون الوبال الكبير او بمثابة القنابل النووية المؤدية الى خراب العراق ,,
منذ العام 2003 الى هذا اليوم وظهور فضيحة العقد الفضيحة التي لايمكن ان يستوعبها العقل وفي مؤسسة مثل المؤسسة العسكرية التي تمتاز بدقتها ونزاهتها ونظافتها في كل العالم دونا عن اي مؤسسة اخرى في كل المجتمعات والامثلة لازلت شاخصة وفي عهد النظام السابق اذا اختلف ضابطان على قدمهم وهم بدورة واحدة وقد مضى على تخرجهما اكثر من عشرين عاما عادوا بكتاب بسيط الى دائرة الضباط لتعلن من هو الاقدم بالرقم التسلسلي وينتهي الخلاف ,,,
50 الف جندي وضابط وهمي بمؤسسة فتية لا يتجاوز عمرها العشر سنوات الامر اشبه بالنكتة التافهة او الغير مقبولة ..لا وجود لأكثر من 50 الف جندي يتمتعون على الورق بكافة حقوق الجندية من القوة والقدر والراتب والترفيع والحركات وربما بالموت والإصابة والإجازات المرضية اي ان جيش لا وجود له بكافة محتويات الوجود التسليحي وهو غير موجود على الواقع ووجوده فقط على الورق ,,
عندما دخل برايمر اجتماعه الاول كانت تعتريه الخشية والخوف من ان توجه له العشرات من الاسئلة ممن سيجتمع بهم لأنهم وحسب اعتقاده انهم النخبة الوطنية والقادة اللذين سيقودون بلدهم العراق الى بر الامان لذالك جلس الرجل على طرف كرسيه متأهبا لذالك السيل الهادر من الاسئلة المتوقعة ممن اجتمع بهم ,, كان يعتقد ان السؤال الاول الذي سيصدر من هؤلاء السادة لماذا اوصلتم العراق الى هذا الحد المأساوي من الخراب والدمار ؟ لماذا احتلت امريكا العراق ؟او لعله يعتقد سيكون سؤال احدهم متى تخرجون من العراق لأنكم دنستم ارض العراق ارض الانبياء والأوصياء
والرسل ؟ كل هذه الاسئلة كان الرجل يتوقع ان تنطلق عليه كالسهام الغير الرحيمة لتصيبه في مقتل اخذ الرجل يتفحص بوجوه الجالسين وبيده حزمة من الاوراق وهو قلق يرتب اوراقة بين لحظة خوفا من المحظور وهو جالس جلسة الذليل المسكين خوفا من علية القوم القادمين لإعادة مجد العراق ,,
لكن المفاجئة يرفع احدهم يده وينبري ليفك الطوق المحيط برقبة الرجل ,,ضن الرجل ان الطوق سيضيق اكثر لكن المفاجئة التي جعلت من برايمر يسحب نفسا عميقا ويستوي في جلسته ويتكأ على مسند ظهر كرسيه بعد ان كان جالسا على حافته بسبب سئوال ذالك الرجل الشجاع الذي سئل برايمر السؤال التالي ,,,
سعادة السفير كم هي رواتبنا ومستحقاتنا وكيف سنستلمها ؟؟
لم يصدق برايمر ما سمع من ذالك النحرير الشهم الذي كف وجب الحرج عن زملاءه ليطلب منه اعادة السؤال ثانية وهذه المرة كرره الرجل بقوة بعد ان شعر ان رفاقه الجالسين معه يباركون له هذه الخطوة الشجاعة وبدى وكأنه سطر الملحمة العظيمة ملحمة التحرير ,,,لكن في الوقت ذاته كان هذا السؤال بالنسبة لبرايمر اللذي استوى في جلسته وأراح ظهره وأعصابه البداية المعرفية بأن هؤلاء لا يمثلون العراق بل يمثلون انفسهم ولا يأبهون بما يجري وهو الناقوس الذي يعلن لبرايمر الحاكم المدني الاعلى بأن له الحرية الكبرى بالتصرف واصدار الاوامر وبلا مشورة من اهل الارض
اللذين يبحثون ومنذ اليوم الاول على منافعهم ورواتبهم ..وبدأت رحلة برايمر نحو التصرف بما يمليه عليه الضمير .
مقالات اخرى للكاتب