العراق تايمز: د. فوزي العلي..
نباتات استوائية ذات قيمة غذائية ودوائية عالية جدا، تنتمي الى عائلة كبيرة تضم اكثر من ٤٠٠ نوع وصنف من الازهار والثمار تسمى زهريات العاطفة (Passifloraceae) ولكن الاشهر منها هو ازهار وثمار الماراكويا (Maracuja) بنوعيها الاصفر والارجواني.
تحتاج هذه النباتات لكي تنمو الى مناخ دافئ خالي من الصقيع، وبذلك تكون المناطق الاستوائية افضل الاراضي لزراعتها، حيث تكثر زراعتها في دول امريكا الجنوبية عموما وبالاخص في البرازيل والباراجواي والارجنتين وكولومبيا، كما انها تكثر في بلدان اخرى مثل جنوب افريقيا واندونيسيا وسيريلانكا وتايلند والبرتغال والولايات المتحدة الامريكية واستراليا وفلسطين وغيرها من الدول.
اكتشفت ثمار وازهار هذه النباتات لاول مرة عام ١٥٦٩ من قبل مستكشف اسباني في البيرو، والذي اعتبرها احدى علامات عاطفة ورحمة المسيح عيسى عليه السلام به، وتم تقديم هذه الثمار الى جزر هاواي لاول مرة عام ١٨٨١ولكنها لم تشتهر هناك الى ان تم زراعتها تجاريا في كينيا عام ١٩٣٣، وبعد مرور ثلاث عقود من الزمن استطاعت اوغندا من التوسع بزراعتها الى ان انتشرت في عموم بلدان جنوب افريقيا وانتج منها اكثر من ٢٠٠٠ طن عام ١٩٤٧، ومن هناك انتقلت زراعتها من جديد الى بلدان امريكا الجنوبية لتنتج بكميات كبيرة وعلى مدار السنة، لتدخل في صناعة الكثير من الادوية والمستحضرات العلاجية بالاضافة الى فوائدها الغذائية التي سيأتي ذكرها.
انواعها:
ثمرة الماراكويا كروية إلى بيضاوية، لونها إما أصفر أوأرجواني داكن عند النضج، تحوي العصير و كثيرة البذور، و هي ثمرة تؤكل او تعصر؛ وغالبا ما يضاف عصيرها الى عصائر الفواكه الاخرى بسبب رائحتها النفاذة وطعمها المميز.
هذين النوعين من الفاكهة مختلفة بشكل واضح في مظهرها الخارجي. النوع الأصفر من الفاكهة صفراء زاهية ، والذي يعرف أيضا باسم فاكهة الماراكويا الذهبي، يمكن أن تنمو لتصل إلى حجم ثمرة الجريب فروت وقد يصل وزنها الى كيلو غرام واحد، ولها قشرة ناعمة، لامعة، اما النوع الأرجواني فهو أصغر من الليمون، وعلى الرغم من أنها أقل حامضية من .الماراكويا الصفراء الا ان لها رائحة ونكهة أكثر ثراءا. اللون الأرجواني للفاكهة يعود لاحتواءه آثار جليكوسيدات المنتجة لسيانيد الهيدروجين في القشرة
مكوناتها الكيميائية والغذائية:
ثمار الماراكويا غنية جدا بالكاربوهيدرات والالياف، كما انها تحتوي على نسب جيدة من اغلب الفيتامينات كفيتامين A, E, K, C, B1, B2, B3, B5, B6, B7, B12
وتحتوي على نسب متفاوته من الاملاح والمعادن مثل الحديد والفسفور والبوتاسيوم والسلينيوم والزنك، وهي خالية من الكولسترول رغم احتواء بذورها على نسبة ضئيلة من الدهون.
والجدول الاتي يوضح العناصر الغذائيو نسب وجودها في ١٠٠ غم من ثمار الماراكويا.
الفوائد والاستعمالات الطبية والدوائية:
صنفت منظمة الغذاء والدواء الامريكية ثمار وازهار العاطفة على انها امينة من ناحية الاستعمال الغذائي والدوائي حيث لا يوجد فيها اي محاذير للاستعمال ولم تظهر اي تاثيرات جانبية مسجلة لحد الان.
ثمار الماراكويا غنية جدا بالالياف الغذائية فهي تساعد الجسم على التخلص من الكولستيرول، والالياف غير الغذائية تحسن من حركة الامعاء والقولون فهي تقلل من وقت تعرضه للمواد الضارة والسامة التي قد تسبب السرطان، وهي بذلك تقلل من حدوث سرطان القولون.
وجود فيتامين C بنسبة ٣٠ ملغ والذي يعتبر من اهم المواد المضادة للتاكسد، فهو يعطي مقاومة للجسم من الامراض الفايروسية الشبيهة بالانفلونزا، كما يساعد الجسم على التخلص من الجذور الحرة التي تعتبر احد الاسباب المهمة للاصابة بمرض السرطان.
وجود فيتامين A ومواد اخرى شبيهه له، فهو يساعد في تحسين النظر وسلامة الانسجة المخاطية والمبطنة للاحشاء الداخلية لجسم الانسان، فهو بذلك يقلل من خطر الاصابة بسرطان الرئة والفم والقولون.
وجود نسبة عالية من البوتاسيوم جعل منها مصدرا مهما له، حيث يعتبر البوتاسيوم عنصرا مهما في الحفاظ على توازن تراكيز وديمومة سوائل الجسم ، وهو بهذه الخاصية يعمل على تنظيم ضربات القلب ويساعد على تخفيض ضغط الدم.
تعتبر ثمار الماراكويا مصدرا غذائيا مهما لاحتواءه على الحديد والزنك والسلينيوم والفسفور بالنسبة لسكان امريكا الجنوبية وباقي الدول التي تشتهر بزراعته.
تمتلك هذه الثمار فعالية عالية كمضاد للتوتر والتقلصات العضلية والشد العصبي ولعلها هي اكثر خاصية عرفت بها هذه الثمار، واجريت العديد من البحوث والدراسات في هذا المجال لاستخلاص الادوية والمستحضرات ، الا انها لازالت تستعمل بشكلها الطبيعي في العديد من الدول لمعالجة المشاكل الناتجة عن هذه الحالات، فهي تعتبر منوم طبيعي خصوصا للمرضى الذين يعانون من اضطرابات النوم.
واثبتت دراسات اجريت في البرازيل، ان الاستمرار بتناول هذه الثمار يقلل من تضيق القصبات الذي يحدث لدى المرضى المصابين بالربو القصبي بنسبة ٧٠ بالمائة، كما انه حسن من قدرتهم على تحمل العمل وقلل من استخدامهم للدواء، ولذلك فهي تستخدم بكثرة هناك كعلاج مساعد لمرضى الربو القصبي.
وبسبب امتلاكها خاصية مضادة للالتهابات البكتيرية وغير البكتيرية فهي تستخدم في بلدان عديدة (كعلاج موضعي او الزيت المستخرج من بذورها) لمعالجة الحروق والالتهابات الجلدية والام العضلات والام والتهاب المفاصل وسوفان مفصل الركبة.
وفي دراسات اجريت بين عامي ٢٠٠٢ و٢٠٠٣ في امريكا الجنوبية اثبتت ان الثمار ذات فعالية في زيادة عدد الحيوانات المنوية والرغبة الجنسية لدى الرجال كما انه يمتلك تاثيرا مشابها للكودايين في معالجة السعال.
اكثر الاستعمالات لهذه الثمار في امريكا الشمالية والجنوبية واوربا هي كالاتي:
مسكن للالام
معالجة الصداع
ارتفاع ضغط الدم
تنظيم ضربات القلب
معالجة المغص المعوي والكلوي
معالجة تهيج القولون
التهاب المجاري البولية
الالام المصاحبة للدورة الشهرية عند النساء
مضاد للصرع
مضاد للكابة
يرخي العضلات
التهابات المفاصل غير الروماتزمية وسوفان مفصل الركبة
علاج بديل للمدمنين على الكحول والمخدرات
علاج البواسير
معالجة الحروق
معالجة التهابات الجلد
مضاد لتغييرات الجلد التي تحصل في الشيخوخة (اي انه يعمل على الحفاظ على رونق ونظارة الجلد ويمنع من ظهور التجاعيد)
يدخل في صناعة العديد من مستحضرات التجميل
يضاف الى الكثير من الادوية كمطيب وذلك لمذاقه المميز
يعتبر من الاغذية التي تمنع او تقلل من الاصابة بمرض السرطان
