من المؤكد ان الشواهد التاريخية المحفوظة في امهات الكتب تثبت بما لاشك فيه ان اصل العرب هم من "اليمن فكانت تسمى سابقا باليمن السعيدة اي هي اصبحت متلازمة عندما تذكر اليمن يتبادر الى الذهن مباشرة السعيدة وان كنا لسنا بصد دراسة تاريخية بحتة بهذا الموضوع بقدر ما ننقل الاحداث للتذكير من باب ذكران تنفع الذكرى "ان اليمن اصل العرب وهذا متفق علية وقد نقلت الاخبار عن تعرضها الى ظروفا مناخية وتعري في جغرافتيها جعل معظم سكانها العرب ينزحون منها ويغادرونها تبعا وبحثا عن الماء والكلاء فقد تقول رواية شبة متفق عيها ان سبب نزوح العشائر منها هو تعرض سد مارب للانهيار وغرق المدينة الامر الذي جعل القبائل تغادرها دون رجعة حتى استقر كل في مكانة كما هو معروف اليوم.
ان ما جرى على اليمن سابقا من انهيار سد مارب ونزوح وتغيير في ملامح الجغرافية هو ما نخشاه اليوم فاذا كانت الطبيعة قد غضبت في فترة ما على اليمن السعيدة وجعلت العرب ينزحون منها فأننا اليوم امام غضب انساني حاقد يريد ان اغراق اليمن ليس بالماء كما حدث سابقا بل يريد ان يغرقها بل الدماء وهو فعلا ما يجري اليوم من اغراق اليمن في بحر من الدماء المتلاطمة .
لقد بحثت كثيرا في موضوع سعادة اليمن فوجدت انها تستحق الاسم السعيدة" فجمال طبيعتها ومناخها وطيبة سكانها واصالة عروبتها ومناصرتها الاسلام هذا ليس سببا كافيا في سعادتها فحسب بل وجدت فيها قوة واصرار وشجاعة , لم اكن لا تصوره سابقا وبحسب بعض الكتب التي تؤكد ان سعادة اليمن لم تأتي من فراغ فقد سماها الاسكندر المقدوني بالسعيدة لأنه فشل فشلا ذريعا في محاولة غزوها وترويضها وبسط سلطته ونفوذة عليها وحتى الرومان كانوا يطلقون عليها السعيدة وكذلك سماها المؤرخ فون هافن "لقد تهاون الكثير في اكتشاف اليمن فكل شي حتى ذلك الوقت يدل "انها حقا ارض السعادة.
ان يمن اليوم هي ليست بسعيدة مؤكدا وهذا ماتتنا قلة وسائل الاعلام العربية قبل الغربية فاليمن اليوم وهي تغفوا وتصحوا على اصوات الطائرات دوي المدافع وصفارات الانذار التي لم تتوقف وقصفا بطائرات الحقد العربي المملؤة بخزانات النفط الامريكي الخفيف في عمليات ارضاع جوي فوق سماء فلسطين المحتلة0 كل ذلك جعلنا نشعر بحزن اهل اليمن وكما علمنا انها سعيدة لانها عصية على الترويض للمحتلين كالمقدوني وغيره فهي اليوم اشد حزما واصرارا على ان تقتحمها او تروضها" ابل الخليج المتميعة .
ما تتعرض لة اليمن اليوم من هجمة عربية تغذيها امريكا وبريطانية واسرائيل هدفها اغراق العرب في مستنقع الطائفية حتى تستنزف امكانيات العرب في حروبا هامشية تاركته القضية المركزية فلسطين في رفوف اكلتها حشرة "العثة" الغريب جدا ان هناك وحسب الانباء تعاونا حتى مع اسرائيل من اجل ضرب الحوثيين في اليمن الهدف هو ايران فاذا كانت دول الخليج فعلا لها عداوة مع ايران فايران هي الجار الاقرب لديهم فما المانع من ضرب ايران الدولة غير العربية والدخول معها في حرب فمن تكون لة الغلبة يفعل مايشاء. وينتهي موضوع التخوين.
ويكفي ان نلصق التهم للشعوب العربية التي ترفض الركوع لأمريكا ومخططاتها العربية في المنطقة هو التهمة التي تعزفها الربابة البديوية على الشعوب العربية التي تدعو للتحرر انة من غير المنطق القول ان كل الشيعة هم ايرانيون وفرس فالشيعة هم عرب وعرب اصلا لانهم يتبعون لذرية الرسول وان الائمة الاثني عشر-ع- هم عرب وليسوا بفرس وان الشيعة هم الذين قاتلوا ايران الفرس لعدة سنوات فمن اين الصقتم التشيع بايران ان المذهب الشيعي موجود في العديد من الدول حتى في امريكا والغرب فهل يعقل ان نقول عن امريكا وبريطانية فارسية لانها تمتلك اكبر الجاليات الشيعية هناك؟ هذا غير المنطقي ؟ان الشيعة وعلى مر العصور يشعرون بالاضطهاد في بلدانهم ومن حقهم التعبير عن آرائهم وافكارهم فضلا عن حقهم في الحكم وهذا ليس بمنة من احد بل هو حقا طبيعيا كفلتة الكتب والشرائع فضلا عمن لوائح حقوق الانسان
مايجري اليوم على اليمن وقبلة على سوريا والبحرين والعراق انه لا امرأ خطيرا جدا فدخول دول الخليج تارة في درع الجزيرة واخرى في تنظيم داعش والنصرة واليوم عاصفة الحزم وغدا....هو نوع من انواع الاستعمار والاحتلال وليس لة تفسيرا اخرى يتلاءم معه فاذا كانت مصر التي تدعي انها تتباكى على الشرعية وان الحوثيين لا يمتلكون الشرعية بأسقاطهم الحكومة فمصر اولى بان تحاسب نفسها فهي من اسقطت الحكومة الشرعية لمرسي وسرقتها بل وحاكمتهم وهم يمتلكون الشريعة لان حكومتهم منتخبة من قبل الشعب المصري وهذا من المفارقات ,
واذا كانت السعودية تدعي ان العراقيون هم وحكومتهم امريكية الصنع وتتباكى دموع التماسيح على صدام فذاك السؤال يجب ان تجيب علية السعودية وقبلها قطر فمن فتح الباب على مصراعية لدخول الطائرات الامريكية والسفن الحربية هم الخليجيون وليس ايران ولا حتى تركيا واذا انها أي السعودية تدعم قوة العرب وتريد التحاور واخذ القرار بالمشاورة فهي من اتخذ قرار العدوان على اليمن دون علم العرب وقبل ان يعقد العرب اجتماعهم لتكوين القوة العربية للدفاع المشترك.
العرب اليوم على شفى حفرة وقد تاتي العاصفة وتغرق الجميع فعليهم ان يحتكموا الى الحوار والمنطق وليس الى لغة السلاح والعنف فالعنف يولد العنف ولن يكون هنالك حلا الا بالحل الدبلوماسي فايران التي تٌهتم الشيعة جميعها بالولاء لها اصبحت اليوم دولة نووية قادرة على تغيير الموازيين وقلب الطاولة على الخليج بضربات بسيطة جدا كما عبر عنها الكاتب عبد الباري عطوان فضرب مجمعات تحلية المياة في الخليج اوتلويث مياة الخليج سوف يؤدي الى موت جماعي ولن تستطيع امريكا انقاذ العرب لانها تبحث عن مشاكل ولا تريد الحلول....
مقالات اخرى للكاتب