على الرغم من التطورات القانونية التي شهدتها المجتمعات البشرية في شتى بقاع العالم وانتشار مفاهيم وقيم حقوق الإنسان ، مازالت بعض المجتمعات تعاني من وجود الكثير من المظاهر العبودية سواء على شكل سلوك أو ممارسات ، ومن هذه المجتمعات المجتمع العراقي ، الأمر الذي يشير إلى عدم قدرة هذه المجتمعات على التخلص من ارثها العبودي ومعالجة اسبابه وتمظهراته ، وفيما يخص المجتمع العراقي تبرز بقايا الإرث العبودي في جملة من السلوكيات والممارسات اهمها :
1- تقسيم الناس بين : سادة وعوام ، شيوخ وأتباع ، وجهاء وبسطاء .. الخ ، وهذه التقسيمات العنصرية ليست شكلية بل هي مؤثرة ومتغلغلة في اللاشعور الجمعي والشعور الفردي ناهيك عن تكريسها لنوع من القيم الخطيرة والسلبية .
2- استخدام بعض الالفاظ العبودية كلفظة ( مولاي ) التي يستخدمها من ينتسب لطبقة ( العوام ) لمن ينتسب لطبقة ( السادة ) ، ولفظة (شيخنا ) التي تستخدم عند التعامل مع رجال الدين من غير طبقة ( السادة ) ، ولفظة ( محفوظ ) التي تستخدم عند التعامل مع شيوخ العشائر .
3- استخدام عبارات التفخيم والتعظيم عند التعامل مع بعض الناس المتنفذين سواء في الوسط الاجتماعي أو الوسط السياسي ، كعبارة ( دولة الرئيس ) و ( فخامة الرئيس ) و ( معالي أو جناب الوزير ) .. الخ ، وهي عبارات تخلت عنها الكثير من دول العالم التي اكتفت عند التعاطي مع المسؤول أو ذكر اسمه باستخدام لفظة ( سيد ) او قد تكتفي بذكر اسمه فقط .
4- ومن السلوكيات العبودية الأخرى التي تقوم بها فئات من الناس اتجاه فئات اخرى عادة ( تقبيل الأيدي ) لا سيما لـ( السادة ) و ( الشيوخ ) ، و تقديم بعض الاشخاص في المناسبات الاجتماعية وان كانوا من صغار السن ، وعدم التصاهر إلا بين طبقات بعينها ، ناهيك عن بعض الالتزامات المالية التي يحصل عليها بعض الناس انسجاما مع الأعراف العبودية السائدة .
ولأن هذه الممارسات والسلوكيات لم تعد جزءا من واقع العصر وهي تسيء إلى قيم المدنية الحديثة ، فأن من الواجب مكافحتها بشتى الوسائل الممكنة للتخلص من آثارها وتبعاتها .
مقالات اخرى للكاتب