قامت مجموعات دينية وعشائرية بالهجوم على منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد مستهدفة المقاهي والنوادي الاجتماعية ، وقد تم ذلك تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية التي بدت متفرجة أو حائرة لا تعرف ما تفعل ؟
لقد تسبب هذا العمل في اغلاق العديد من المقاهي والنوادي الاجتماعية التي يرتادها الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية ، كما تسبب في قطع ارزاق اصحابها .
ولم تكن ( غزوة ) الأمس الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل التخبط المؤسساتي الذي تعاني منه الدولة العراقية وفي ظل تسيد التيارات الدينية وهيمنتها على الدولة ، كما ان ما حصل ينذر بعواقب وخيمة ليس على العملية السياسية وحسب بل وعلى القيم المدنية وتنوع النسيج الاجتماعي .
لقد تكررت الهجمات التي تستهدف المقاهي والنوادي الاجتماعية ، وقد ادى بعضها إلى خسائر بشرية واضرار مادية كبيرة ، كما تسببت في تعريض مصالح طوائف غير اسلامية للخطر ، وهي طوائف كفل الدستور حقوقها وضمن حقها في العيش الكريم على وفق قيمها الاجتماعية والدينية .
ان من واجب الدولة محاربة هذه الاعمال المنفلتة ، التي تتناقض جملة وتفصيلا مع حقوق الانسان وقيم المجتمع المدني ومع الدستور الذي كفل حقوق الجميع ، واقر القوانين التي شرعها المجتمع الدولي .
فهذه الاعمال لا تسيء لسمعة العراق وحسب ، بل وقد تدفع إلى تفكك الدولة العراقية التي لا يمكن لها الدوام بدون التوافق المدني والاجتماعي ، فالعراق حقا في خطر .
مقالات اخرى للكاتب