هناك اتجاهان لحكم العراق لا ثالث لهما٫ الاتجاه الاول هو النظام السياسي الـذي شهدناه منذ التغيير لغاية اليوم٫ المعروف بنظام المحاصصة الطائفيه٫ حبث يعتمد معيار الطائفية، قسم الشعب العراقي على اساسها. ودفع بالعراق الى المجهول، ورغم كل الخراب والمخاطر الذي خلفه ويخلفه٫ لازالت النخبة الحاكمة تعيد انتاجه، وتمارس الحكم من خلاله، ونجحوا في حصر الوعي به٫ وكأن لا خيار غيره٫ ورسخوا خيارات التفاضل وحصروها بين كتلهم الطائفيه، بين زعماء الطوائف٫ وكأن المحاصصة قدر لا مفر منه. وانجر٫ مع بالغ الاسف٫ العديد من العلمانيين والمدنيين، بينهم قيادات وكوادر مهمة، الى منطق المحاصصة ذاته٫ متناسين ان هناك اتجاه اخر، وان كان ضعيفا الان، لكنه الخيار الذي ينقذ بلدنا وشعبنا من هذا الدمار٫ اتجاه المواطنة، المساواة في الحقوق والواجبات٫ اتجاه الدولة المدنية الديمقراطية، الاتجاه الذي يؤمن الوحدة الوطنية، ويحقق المساواة بين العراقيين، ويحترم الحريات العامة والخاصة، ويوفر الضمانات، ولا بتجاوز على الحقوق. هو الاتجاه الـذي انحاز له واعمل من اجله، مهما بلغت درجة اليأس والاحباط والمخاطر والصعوبات. يمكن ان يحقق اتجاهنا حضور وذلك ان ساهمنا بجد في بناء اوسع تحالف مدني ديقراطي٫فاختلافاتنا كعلمانيين وتباين توجهاتنا، هي بكل الاحوال ليست بالهوة التي تفصلنا عن الاتجاه الطائفي٫ لنعمل معا لاشاعة الامل ولنرفع الهمم، ونضع خطة عمل طموحة للخروج من الواقع البائس الذي نعيش٫ حيث اوصلنا اليه نظام المحاصصة الطائفية.
مقالات اخرى للكاتب