Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أمهات يودّعن أطفالهن في هجرة إلى الله
السبت, أيلول 5, 2015
طارق النجار

 

رضع في بضعة شهور وأطفال في بضع سنين ويزيد، خطفهم الموت بغتة في وضح النهار، وحواري عالقات على اسوار مدنهن بوجوه كالحة، احرقتها وقدة الشمس الملتهبة في صيف قائظ شديد الحرارة، تلفحها بشواظها اللاهب، ويزداد هجيرها قسوة وايلاما، يقض مضاجعهن الخوف ويساورهن القلق، وهن لم يلقم الرضيع اثداءهن التي جف فيها الضرع ما يرضب شفاههم، وأطفال فطموا عنوة بما لم تجود الحياة لهم من غذاء. ما حدث تعبيرا عن هوس الأمهات وهن يغادرن الديار هربا من جحيم لا يطاق يتنقلن في ارتحال يحط بهن على مدن أخرى ضيق الحال وعسر الحاجة يتعشمن عناء الهجرة، يلاحقهن الرهاب حيث ما يكون، يصلبن على أعمدة الذل والهوان والظمأ، والجوع صاغرات يتحملن وجع المواسي شاهقات بالحسرة لا تتحمل عيناك غير الدمع، يفترشن الأرض الجرز ويتلحفن السماء والموت يحدو منهن على الركبان..كنت شاهدا على عصر الخنوع والرذيلة والفساد وجبن الرجال ومن اشياعهم من ملة فقدت التواصل في مواساة ما اصابت ديارهم من نكبة، يتضور اطفالهن جوعا وعطشا لا ماء، لا رطب لا حليب وتهن في خضم المشهد اليومي المكتنز بالدمع والنواح بحثا عن حياة ترسم لهن طريق النجاة من غول يفترس الانسان بلا ايمان ولا دين لا يفرق بين هذا وذاك.. فبهت وهم يهجرون المراضع دون وداع، في مشهد مغرق بالبؤس، رضع وأطفال يتعشقان في ملحمة الموت معا، تفيض وجوههم الصبوحة بضياء الطهر والبراءة والعفاف متسائلا: هل ما نشهده حقا او خيالا؟ نأتزر ثوب الحزن دوما، ويضيف هذا الموت حزنا اخر.. فمشاركتنا المأتم تعبير عن عزاء ماغس به من خنق يقبض الانفاس لا نفرق بينهما بعلاقة تشطير المذاهب.. فالطفولة لم تتدين بمذهب او طائفة او عرق في صورة موحية تنم عن وهن ومستعتب خائف من نار حارقة اتية لا محال، لم نخض تفاصيلها بأسى يمتثل بموقف انساني تملأه علينا المشاهدة والواقعة البانورامية شفيفة الظل المدعج بخطوب ومصائب.. فموت طفولة غرة غفيت في اغفاءة الصدور التي ضاقت بهن الضوائق بما رحبت حين تنكرت الأرض لهن، حرك فينا البكاء بعد ان فاضت الأرواح الطاهرة في هجرة الى الله، وامهات يسكن دواخلهن تعب السنين تقطعهن زفرات النحيب يمسحن بارديتهن وجوههن المغبرة والمتسخة بتراب الأرض يصرخن وهن يحملن اكفان ملتفة بالبياض في رحلة قصيرة ليقربن اولادهن ويسجى الجسد الطاهر الثرى بعد ان صعدت الروح الى بارئها يشاطرهن الوجع يقرأن البسملة على أرواح غادرت دنياها للتو واللحظة يهيلن عليهم التراب على قبور يتوسدها الرضع وهن يتمتمن بهمس مكبوت في نوح ولوعة وحزن مقيت.. ماذا نقول لامهات باكيات بعيون شابحة اتعبتهن سنوات عجاف من القهر واجهن انفسهن في العراء يتنهدن بشهقة الروح وغصة القلب الوجل واجسادهن الواهنة انهكها الحزن يمورن بالغضب والاسى ظاهرا على اساريرهن ولاحت امارات الألم المثقل بالعذاب، والمجعدة بالخسارة الممضة الموجعة يحدق الى منابت اطفالهن التي جارت عليهم الأرض والانسان وينتحبن على أجساد بضة في سمو النفس ودواخلهن تمتلئ بفيض النحيب مكلمن الخواطر والبال.. لم يغمض لهن جفن، ولم يجدن من يعينهن على الصبر والبلاء، تقبض عليهن فجاج الأرض، يذرفن دمعا سخيا، كما لو لم يبكن من قبل وخارت عزائمهن واستوهنت ابدانهن بعلة لم يشفن منها، واستكن للظرف الراهن واستسلمن لواقعه المشين ولم يحدن عنه محيدا ولا مناصا فالموت وصمة عار لكل متخاذل اليم عفن ابى المساعدة بمعونة لاطفاء الحرائق المستعرة في اعماقهن، وهم يرتحلون في غمضة عين تضورا من جوع الانسان ويذله، صاغرات لما يحول لهن من عذابات في مشوارهن العصيب يجسن فيافي الأرض واغويت نفوسهن بالذهاب الى هناك الى حيث تتهاوى مثابات الموقف الإنساني فلم يجدن اذان مصغية بصبر عظيم في زمن اعضل انهكه القلق والخوف والارهاق والجوع والالم والذل والخسف في عزلة وخلوة تقود بهن الى مهاوي الضياع. فكبن على وجوههن موهنات القوى، حثيثات الخطى نحو حتوفهن بعد ضياع فلذات اكبادهن في شأن عصيب، خذلتهن الأرض والانسان لم يغادرن بيوتاتهن الا على اسوار مدنهم التي دب فيها الخراب وهدم المساكن، الإرهاب يتجول في محارم البيوت، وطرقات الازقة يفرض عليهن اعلام شريعة لم يؤمن بها، ولم نجد لها مكانا في كتب السماوات والصالحين، وفي القضاء على الباقيات الصالحات من شعب تبعثر في واحات التاريخ لم يبرم وثيقة صلح مع الانسان وارضه وترابه في خسران مبين. قلوب مرتعدة وجلة محمومة يجهشن بالبكاء المر يجلدهن القهر في نهار ومساء مالنا والراحة والدعة والسكينة من بعد ان رحل عنا أبناء قطع حبلهم السري مع الحياة البتول؟ فالموت امثولة للاعتساف والجلد وقهر الانسان في وجوده الدينوي ليغادرها في عمل وحساب، وهؤلاء الصبية في عمر الورد ورضع لم ترتو من حسوة حليب مضوا ولم يفقهوا بعد ما الذي تؤديه الحياة وانسنتها وايقظ الروح إزاء وحشيته من دسائس الساسة، والمال يغدق عليه في زمن يحمل معه ارهاصاته من صالح وطالح، يتلاقح فيها ادام وتراب من حمأ مسنون، في حاضر فقأ عيناه الوعي الإنساني، الذي انكب على فعلته المشينة ارتضى لنفسه الختل والبهتان والدنس واستشراء الباطل، والبيوت المحرمة يشرق في فنائها السراج المنير، واعماق وضاءة تجابه زمن خائب، بكل ضراعة وضدر يعانيه الانسان في وحدته وغربته وهجرته وترحاله عن من يضمه بين حناياه من وطن دلف في المجهول

. لم تجد الطفولة من يرطب شفاهها بطعم الاثدية التي فقدنا ضرعها منذ الجاهلية التي وئدت بناتها وبرحت الدنيا مغمضة العينين لم تر النور لتسجى التراب وتتوسد الأرض الطيبة غسلا للعار واي عار نراه الان بما قرأناه عن جاهلية الامس من شخوص لعنها الامس ويلعنها التاريخ والحاضر الذي بصق في وجوهها المعفرة بتراب العفن.. فرحلت الطفولة والصبية في ظمأ لم تخدش اوضار الحياة محياها.. ولم يغدو الماء من الافواه، ويحدو بنا من غير رضا لتصدع صدع المهزومين والفاسدين الذين يولولون بخطيئة العار والمعرة يتلبسونها مغشيون بتقات الصالحين بضلالة وبدعة ومن احبار وكهنة جاهليتهم في قداسة الاقوال وعسر الأفعال تجاه أبناء جلدتهم، وسوط المحنة تلهب ظهور المترفين منهم، ومن اثر الصمت تجاه الذي يجري في مدنهم من حوادث مأزومة تحرث الأرض وتقتل الانسان بغير حق وسيئاتهم بدت تطفق سوآتهما بعد ان اغوتهم شياطين السياسة، يجترحون مشهد الموت لا يعنيهم من يموت البتة مسربلين بعشق الذات في استسلام للدعة والرقاد، فضمير هؤلاء العجول الغارقة باثقال الأرض ومحارمها والمكبلة باوهان شهوات الدنيا، واغلالها تتعفن ضمائرهم وتآسن ارواحهم وتختال فيهم القيم ان كانت هناك قيم، وهم يتماهون بترفهم الفاجر في مواضير أعمالهم والحرمان يغشي ناسهم وهم في جذب من بلوى وقلة حيلة يتبخترون في كفر وضلال وظلمة وظلامية فرغم جراحهن النازفة التي تختبئ في الخاصرة لا تنفك نبكي مضاجعهن وقبور ابنائهن وجراحاتهن وهن يوردون على الخاطر متشحات بالسواد وعيونهن تتسعان على حين غرة، وشفاههن ترتجفان ووجوه مشربة بلون الأرض المتربة بالحصباء والطين، نسمع انينهن ونشيجهن في غمغمة ديار الغربة، وارض السواد بعد ان تركن مدن الاهل حين يجلد المشوار الصعب ظهورهن، لم يصدقن بان الذي يجري هو حقيقة وليس خيالا داهمهن في المخيال. يدغم كل مستجد في ازقة السياسة التي امتهنها البعض وهي تغدق عليه بالمال وسلطانه، بما يكتنزه في حلم لم يراوده الا في اليقظة وقد هالني ما رأيت منهن فأثار في نفسي الضجيج في مشهد عياني، يعبث فينا الصخب ما عسى هذه الأمهات ان يفعلن شيئا وشفيف الروح استوطن الأعماق المهترئة والموت يتربص بهن بعد ان نحر رقــــــاب الآباء من غير سكين!..

 تلك وقائع بحوادثها التي ادمغت قلوبنا من غادرنا في رحيل لم يقتف اثره في نفوس شعب يتعرض للنكبات والفواجع.. انهكني الفقيدين في وجع يغسل الروح بدموع الفراق وما نشاهده امام ناظرينا من واقعة خضبت لحانا بلون السواد.

علام كل هذا؟

هل كتب على هذا الشعب ان يستوطن اعماقه الحزن والبكاء؟ هل خطأ التاريخ الذي لم يستطع إحصاء موتاه في احتلالات متعاقبة لارض لم تبور بالرجال.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44186
Total : 101