هنا لا يمثل رأياً شخصياً، بقدر ما هو رأي لأراء الباحثين، والمحللين، والمختصين بالشأن العربي، حاولوا جاهدين قراءة الأحداث، التي مرت وتمر بها الأمة العربية عامة، والعراق خاصة بأستفاضة المدرك لأحوال النظام العربي، وأستطيع الأفلات من جاذبية بعض الطروحات بالمجال العربي والعراقي.
دون أن تشكل هذه الأراء وعيها الحقيقي، بزحام مكتظ بالعقل الشعوري لأزمة خلقت أنفجاراً طائفياً، وارهابياً، أجتاح أوطاناً عربية بفوبيا دينية بعد غزو العراق، وخارطته السياسية، والاقتصادية التي تشكل البعد الستراتيجي، والنظري للمخطط الأمريكي، أسفر عن محو الدولة ليس عبر تفكيك منظومتها وبنائها الوطني وحسب، بل عبر أنهيار العقد الأجتماعي القديم، الذي قام عليه المجتمع، والى حدوث تخلخل بنيوي في أسس التعايش التاريخي بين الطوائف، والمذاهب تمثل الهم الداخلي للامة العربية التي هرمت وشاخت في الجاري من سياساتها الشمولية والتخلفية، ولم تستطع الأنجاب من رحم فارق الحياة، وتعرضت لهزات عنيفة ذات طابع ديني متشدد، أوكلت اليه تشتيت المجتمع العربي، واغراقه بأنحرافات لا تمت للدين بصلة.
القى بظلاله على المشهد العربي في تشظي بعض الاقطار العربية، تدب في اوصالها تنظيمات متطرفة، ذات بعد ديني ومذهبي متشنج..
ومن نافل القول ان يجري في الوطن العربي من استباحة حرمات أرضه، مازال عاجزاً عن تجاوز ما يوسوس به عقله الطائفي والفئوي ذات السبق في التغيير، أثر تراكم قهر دام سنوات طويلة عاشها المجتمع العربي من فساد ورعب عميم في جميع مرافق الدولة وقاعدتها الشعبية، وبانت أفانينه على السطوح العربية، تركت خراباً مضنياً، دفعت الجماهير ثمنها مجاناً، وبالجميع بضرورة أجتثاث هذه التنظيمات من جذورها.
ولا بد من نزح المستنقع الذي تربت فيه طحالبها وأشناتها لا تنفك سابحة على ضفافه، تفقس بيوضاتها عناصر ملتهبة بالغلو والتعصب، بعد أن غادرت مواقعها نحو مثاباتها البيئية والحاضنة الدافئة والفاعلة كحقل يمثل لها تربة خصبة لأرهاب بلدان استبيحت وتشرذمت، وتمزقت صورتها بجذاذ طائفي ومذهبي وفي العراق أعتمد أسلوب اثارة النعرات الدينية والقومية، مما يجعلنا نعيش في قلق مستديم على مستقبل الأجيال القادمة لبلد انهكته الأزمات لا يبدد قلقه، الا الشعور بالقدرة العراقية على مقاومة كل المخططات الرامية الى تقطيع أوصاله وأدامة احتلاله..
أن ما نقرأه ونستبصره من خلال مظان الكتب البحثية، وفي رأي المتطلعين على الاحداث التي غزت الواقع العربي المهتريء، في ظل الفكر المعمد بالطرح الماسوني، والمعتقد اليهودي، وكلمته الفصل عبر زعماء بني صهيون والأستعمار الأمريكي، وبعض الاتجاهات اليمينية الاوربية من دون تسويف أو دجل، أو رياء..
أنما بأعتقاد ومبين بأن الحقيقة المطلقة لابد أن تتجلى برؤية وضاحة بأن البلاد العربية على اعتاب مرحلة جديدة من وثيقة تقسيمية بخارطة سياسية تنبري بواقع ممزق التكوين يعيش ارضه المذنبون في الأرض.
غد عربي
وبنظرة تشاؤمية بأن الغد العربي مظلم، ومصير محيطه الجغرافي في منظور أطلس يرسم ملامحه أبناء صهيون بكلمة الى زوال.
وهنا قول لما يكل هدوسون- مدير مركز الدراسات العربية المعاصرة- جامعة جورج تاون/ واشنطن، هو إعادة تشكيل البيئة الدافئة للعديد من الدول الفاشلة في الشرق الأوسط، التي ترعى الإرهاب المعادي للولايات المتحدة الامريكية، ولأجل أيقاف المد الفاشي والعنصري في التمدد في المنطقة العربية محاولاً التغلغل في الوسط الأوربي، وربما في المستقبل يجد له موطىء قدم في الأرض الامريكية، وفي ضوء هذه الصورة المشوشة، شنت إدارة جورج دبليو بوش، هذه الشخصية الكاريزماتية المعتوهة، والمتوحدة، والثملة وصل الأمر بها أن تبصق في المرآة، كلما رأت نفسها فيها فلا فضاضة في القول، بأنه في تحول لم يتدارك كنهه في التغيير نحو الدين كرجل مؤمن بعودة المسيح الى القدس..
شن ثلاث حروب بعد 11/ 9/ 2001 وأتهام طالبان بأنها وراء التفجيرات التي طالت مركز التجارة العالمي، الذي ترك بصمة واضحة في العداء الديني لأمريكا، للانتقام من الغول الذي كان المأسي والآلام للوطن العربي في ثأر مذهبي للانتقام من الغول الذي كان وراء الويلات والاحزان لأمة العرب..
فبدأت أمريكا في آزالة طالبان من حكم أفغانستان، والحرب على الإرهاب، في تفكيك خلاياه النائمة، والمستيقظة معاً حول العالم ومحيطه، وتداعت الى ذهني الكثير من وقائع الحرب على العراق في آخر حروب أمريكا بمسوغات غير قانونية وبتبريرات واهية، لا تستند على حقائق، وانما على أوهام بأمتلاكه الطاقة النووية والآسلحة الكيمياوية، والبايلوجية المحرمة دولياً، كسلاح لا يمكن للعراق أن يمتلكه، والقيام بتصفية ما في حوزته من سلاح، في ضوء هجمات 11/ 9/ 2001 لفرض واقع جديد يتناغم ورؤيتها للمنطقة، بعد أن تورط العراق وقيادته بغزو الكويت، وكيف اغوى الشيطان تلك القيادة الساذجة في السياسة الدولة وعدم فهمها للوضع الدولي والإقليمي المتأزم بالاحداث وأقدم زعيم العراق بالاعتداء على الكويت في اكتساح ارضها وتدمير دولتها، مما اثار حفيظة الدول العربية الخليجية، وبعض الدول العربية الأخرى المرتبطة بها في مصالح مشتركة وسخطاً دولياً لتطويق العراق بقرارات مجلس الامن بفرض حصار جائر ظالم أثر كثيراً بشعب راح ضحية هذا التصرف الشائن لمدة ثلاث عشرة سنة ونيف، فأختارت أمريكا العراق مسرحاً لعملياتها، كأرض محروقة، ومنتهية من حيث الواقع الاستخباري والأضعف في المعادلة الإقليمية، نظراً لما ترك الحصار من آثار كبيرة في البنية التحتية العراقية وبصمة واضحة في القطعة البلورية والفذة في الجسم العربي..
هذا البلد العراق الأثير على روحي، وأنا أرى الظلام يحاصره من كل حدب وصوب، وأصيب بالأرق عشية الغزو الأمريكي المستعر باللهب الناري، الذي خدش حياء القطعة الرمزية لحضارة الرافدين، لا أستطيع أن أخلد الى الراحة، فأجتاحني القلق، والخوف على مدينتي بغداد، وعيناي الذابلتان شاحبة لا ترى الا منائرها تصدح بالآذان في فجر اطلق صفير العدوان العسكري.هذا البلد يمثل الخاصرة العربية، بواطنه تكتنز كأهم مخزون نفطي عالمياً، اصبح تحت الرعاية الامريكية، الخزان الأهم لعصب الاقتصاد الأوربي…
فجاء العدوان الغاشم بالتواطؤ مع بريطانيا من دون الاستناد إلى قرار من الشرعية الدولية، فالاحتلال الأمريكي، يكرر نتائج الاحتلال البريطاني من خلال عزل الأغلبية العربية، واعتماد الأصطفاف الطائفي والمذهبي والقومي والعشائري، رغم العراق هو مجموعة تكوينات شيعة وسنة، واكراد، واعراق أخرى من جماعات وأثنيات، فهو تركيبة ديمغرافية دينية، وأثنية ومذهبية…
وقال الدكتور حنا بطاطو في كتابه الموسوم (العراق): ان التعددية لا تلغي عروبة العراق، ومدى فهم الأقليات لحدود مطالبها بالاستنجاد بمن هم خارج الحدود ولهم مشارب خاصة، وهنا برزت بعض الأصوات المبحوحة، تندد بالعروبة والقومية العربية في محاولة تحجيم العراق وابعاده عن مكونه ومحيطه العربي، وفصله عن جسده العربي..
وفي هذا النطاق، يمكن تلمس المعنى الحقيقي لمشاعر الخوف والقلق، والعمل لنجدة هذا البلد من مستقبل مجتمعه الذي تتجسد فيه فكرة القوة، وقيم البلداوة، والتجابه الدموي من اجل الثأر للحق الشخصي، فأن طبيعة نمط التفكير الاستراتيجي الأمريكي يقوم على حروب من الجيل الرابع، لا تدخلها الا متأخرة في شرعنة الحرب، بعد أن تفقد الأنابة في إدارة المعارك في تغطيتها الزائفة بنظرية المؤامرة، وما يسمى بـ (الإرهاب) الذي يرمي بثقله لتحقيق دولته في أقامة حكم الولاية على الأرض.
وأن العدوان على العراق واحتلاله أمر محتوم، ولم يكن غريباً أو مفاجئاً، كانا سيحصلان بغض النظر عما كان يجري في العراق، لأن هذا الهدف كان يمثل رغبة ملحة أمريكية جامحة بدعم يهودي، كونه منطقة استراتيجية لمصدر الطاقة، ويمثل احدى العقبات امام السلام العربي- الإسرائيلي.
النظام العربي عشية الاحتلال..
أن النظام العربي، متهالك، وعاجز، ومنقسم على نفسه بين شريك متواطيء، أو محرض على الجريمة، أو متظاهر بالرفض إزاء الصمت العربي المشين على ما يحدث في أرض الرافدين، وتبين للجميع بعد ذلك، أنهم اصبحوا سواءً في الخيبة، ولا أقول في الندامة على فعلته تجاه العراق، بعد فوات الأوان، ادرك جهله بالاهداف الحقيقية التي سعت الولايات المتحدة الامريكية الى تحقيقها من وراء إصرارها على الحرب، ويرى البعض أن الفشل الحقيقي في منع حدوث الكارثة هي خيانته للقضية العربية في بلورة نتائج أيجابية، تبعد شبح الحرب عن منطقة الخليج، وبهذا قد توصل الى ما يرضي الجميع، من دون أن يتحمل وزر قراراته التي مهدت السبل الكفيلة لفرض الحرب..
رغم امتلاكه القوة الكلامية، والسياسية، والدبلوماسية، والرؤية الأنفراجية، في حلحلة الوضع العام.
الذي اصطبغ بالتشنج، والتهديد، والانقباض النفسي الذي ساعد على الانفجار في لحظة أحتاج الى قدح يشعل بارود الأزمة، فخاب هذا النظام، في تبسيط الرؤية لكلا الجانبين من العراق والكويت، بدلاً من أطفاء جذوة القطيفة وأيقاد اللهيب المستعر في قلب الحدث تجاه دولة صغيرة حاولت العبث بأقتصاد العراق، والخروج بحل يرضي الطرفين.
سلوك دولة
فالتشنج في القول، والعنت في الفعل والسلوك لدولة الكويت في تمردها المستمر على الحلول وتهديدها لاقتصاد العراق، الذي يمر بأزمة مالية ومشكلة اقتصادية يعاني منها طوال الحرب مع ايران، خلفت ديوناً كويتية متراكمة بذمة العراق، والواجب تسديد فواتيرها، التي أفضت الى دعوة حسني مبارك المتواري في ظل الغيمة الامريكية لعقد القمة العربية في شرم الشيخ، وما خرج به من قرارات ساعدت الدولة المارقة أمريكا وتأثيرها على مجلس الأمن لأصدار قرارات تبيح لدوله الأعضاء في الأمم المتحدة بفرض حصار على العراق ترك أثاراً مؤلمة على الشعب العراقي، وتأجج الوضع وتأزم مما سهل تنفيذ المؤامرة الامريكية لأحتلال العراق..أن غياب الرؤية العربية الاستراتيجية للمنطقة، هو غياب ستظل دول العرب تعانيه لمراحل قادمة بالجملة أو بالتقسيط، وعلى تفاوت يفسره موقع كل دولة عربية في الرزنامة السياسية الأمريكية..
القمة العربية والذرائع
أن فشل النظام العربي في منع الكارثة العربية، قد بدأ من قمة بيروت، الذي خاب قادته العرب في أبرام مصالحة عراقية كويتية، وأنهاء النزاع القائم بينها، وردم الفجوة السياسية والاقتصادية، التي نشبت في اعقاب أنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وأيجاد حل دائم لمشكلة قائمة منذ زمن طويل في مماطلة العراق في الرد على طلبات الكويت في رسم الحدود بين البلدين، ووضع نهاية للتشابك الجغرافي والتاريخي على أساس أحقية كل منها في الأرض العائدة له.ورغم ايمان القيادة العراقية وحسب الوثائق العثمانية والقديمة، والمحفوظة في ادراج وزارة الخارجية العراقية ومركز حفظ الوثائق العراقية، التي تؤكد بتبعية الارض لمحافظة البصرة.. هكذا تقول حكومة العراق في مسوغ لم تؤكده الحقائق واود أن لا نضيع في جدل عقيم نتيه فيه، وبادعاءات كل من له شأن بهذا التوجه السياسي، فليس لي مصلحة ذاتية بهذا التشابك الجغرافي فلست بباحث تاريخي لأحسم الأمر لمن وضد من؟
ويرى البعض أن الفشل يعود الى عجز النظام العربي عن تشكيل جبهة موحدة، تستطيع في مرحلة مبكرة من الأزمة الضغط على القيادة العراقية السابقة في التخفيف من ضغوطاتها على الجارة الكويت، بدلاً من التعصب في الرأي، وعدم التساهل في طلباتها نحو الكويت، قد تؤدي الى ما لا تحمد عقباه خاصة التساهل إزاء طلباتها نحو الكويت،خاصة وان الادارة الامريكية تلح على قيادة الكويت بضرورة عدم التساهل مع.. الجانب العراقي والتشديد بمواقفها مما يخلق حلولاً تعجيزية امام الحكومة العراقية.
فجاءت قمة القاهرة في دورتها العادية الخامسة عشرة المنعقدة في شرم الشيخ المصرية في اذار عام 2003 لتقدم ذرائع تسويغية مهدت الطريق للتحالف الامريكي الاوربي العربي في مبرر موصول بما قررته القمة العربية، بالوقوف ضد دولة عربية، عضو مؤسس للجامعة العربية وترأس هذه القمة، وصاغ بياناتها الختامية الرئيس المصري حسني مبارك الذي أدى دوراً حسياً وسمساراً امريكياً في كسر الجمود العربي وحالة الاستعصاء العراقي، وتهيئة ظروف الغزو، الذي كان عليماً بتاريخ العدوان، وساعد في صنع القرار الامريكي، ممهداً السبيل لأحتلال العراق التي اصبحت قضيته وديعة في ضمير الزمن والتاريخ..
قمة الراعي
من خلال قرارات هذه القمة الراعي الاول لأسقاط الدولة العراقية، ولا يغفر التاريخ العربي لما فعله هذا التابع الذليل للسياسة الامريكية في المنطقة في أستصغار مهين للعنجهية الأسرائيلية، وسبب بفعلته هذه الخراب والدمار لبلد اطبق عليه الارهاب عقب الغزو الذي جاء بمبررات واهية تنذر بالشؤوم على المنطقة في تخاذل عربي مثقل بالأوجاع التي لا يكف الدهر عنه بالمزيد..
مزقته الحروب والازمات..
وأصاب هذا الحاكم قبل غيره بهذا الفأل المشؤوم ليغادر السلطة بقوة الجماهير المصرية الغاضبة التي استطاعت في لحظة تاريخية فارقة ان تزيح هذا الصعلوك، الذي جاء ليتبوأ سدة الحكم في اعقاب اغتيال السادات.وأتخم الحياة المصرية بالعوز والحاجة والجوع والفساد.والعبث بمقدرات مصر العربية رائدة القومية العربية، طوال خمسة وثلاثين عاماً من حكم شمولي أضر بكرامة المجتمع المصري ودولته…
ولم يبذل القادة العرب عناء البحث عن حل عربي، أو خليجي، يقطع الطريق على قرار العدوان، وكان صمت الأنظمة العربية من فرط ما عرفت في غياهبها من صمت أشبه ما كان أمره بصمت القبور، فاتحة فاها، تتفرج على ما يجري في العراق..
يعتورها القصور في انجاز أعمالها، حتى أمست عصية على أتخاذ قرار أيجابي يحسب لصالحها، ولا يجد اعضاءها ثمة ضير ما دامت تعمل ضمن الاستمرار العربي في الضد من سياسات امريكا في المنطقة العربية.
الندامة العربية..
عادت بي الذاكرة المتعبة بالحزن والهم، بعيون شاخصة، لبلد، برهنت السنوات العجاف البائدات في أحقية العراق في اعتلاء ناحية العلم.
فطمست حضارته ومعالمه الأثرية بغدر الأشقاء العرب، وأنظمتها الفاسدة، التي لا مندوحة من التطرق الى اوضاعها المهزوزة في ظل التغيير الذي طوح بها، وفاقت، وهي ترى واقعها مثلوماً، يحاول بعض حكامه من تداول الحديث، حول ندامتها بسقوط بغداد، الذي ساهمت نفسها في مشروع هزيمتها، وفي افتقاره لأسس الدولة. فلم يجد النظام العربي من ندامة بعض دول الخليج وبعض النظم الحاكمة في دول المنطقة، لتشمل دولها خارج المحيط العربي قبل التغيير وبعده بعد ان شعر بالعجز والفشل، في ما تعانيه من مشاكل سياسية، ودينية، وفي دواخل نفوسها الجياشة، التي تحاول وراء الأبواب المغلقة، وهي في خيبة داهمتها موجات حادة من تيار اسلامي متعصب، في فترات معينة تتهامس هذه الانظمة في ظل واقعها الضاغط بالمأساة بحاجتها الى من يقوم بالمعاونة في صد الهجمة الشرسة من أعوان الخراب الأنساني واجتثاث منابته، بعد ان تناقلت بعض قنوات الاعلام العربية، والأجنبية لهذا الشعور المصاب بالأكتئاب وبحس خافت ملعون للكشف عن المستور الذي لا يمكن عودته، بما أفرزه سقوط بغداد، من تداعيات خطرة، أضرت بالمجتمع العربي، وأصابته بهوس التطرف الديني، الذي أكتسح المنطقة العربية، وترك خسفاً في ارضيته، مهد السبل للتنظيمات المتطرفة، أن تجدلها مكانا في الواقع العربي وتشقق جداره القومي في تيه الأنظمة العربية، وسط هذا الجنون المذهبي الذي عصف بمقدرات الشعوب وجماهيرها الرافضة لهذا الوباء الوخيم، وهو يشق طريقه نحو تحقيق ولاية الخلافة الاسلامية..فتداعت هيكلة الدولة وبناءها القومي، ولحق بهذه الأنظمة أذى أخر مضافاً لعدوى داعش يبان شفيفه في مستقبل الايام، وتلحقها الهزيمة الشنعاء لتتساقط رقعه الشطرنجية تباعاً في ظل الهوج الامريكي وسياساته الرعناء في المنطقة العربية، بانتظار قرار بداية الصفر للانطلاق في تقسيم الجزء وفق استراتيجية المحو التاريخي والجغرافي والحضاري للوطن العربي، في مشروع امريكي اسرائيلي كبير لمنطقة الشرق الاوسط في تهيئة ظروفها المناسبة للمبدأ العام بالشروع بتحقيق وثيقة جديدة بتبعية لوثيقة قديمة، أبرمها الاحتلال البريطاني في سنوات الاحتلال العراقي، في فتنة طائفية، ومذهبية أيقاد شعائلها في الأرض العربية، والتي يروج لها البعض من خوارج اليوم في تصدرها للمشهد السياسي والصول به الى حرب الخنادق الطائفية التي يشرع راياته التطرف الديني بقيادة داعش، ليفضي الى الايمان بفرض الرايات السود على المخيم العربي أنطلاقاً من خريطة سياسية بدأت اطلستها بعد سقوط بغداد ويعتبر أحد المخارج المفضية الى التغيير، في اختلال سياسي دهمائي وديما غوجي تقوم به الماسونية العالمية بأحياء فتنة يقودها خوارج التحكيم، التي لم تكن وليدة الصدفة، والحالة الأنية، وأنما بدأت خيوطها قبل 1440 عاماً، بعد أن بدأت أبلسة الخلق في الشروع بها في تنفيذ قتل الصحابي (عثمان بن عفان) لتقود طائفة الخوارج معركة صفين بعد خروجهم على قيادة الأمام علي (ع) لتفتيت الدولة الاسلامية، في استباحة دماء المسلين..
أن موطئاً كهذا مكتظاً بالكثير من التفاصيل والتفاسير السياسية في مظان الكتب الدينية والتاريخية، اشرنا اليها سابقاً ولسنا بحاجة الى تبيانها لعل ان يأخذ بنا هذا الى الملل والتكرار والاجترار بكلمات تقودنا الى تسابيح التاريخ في أفاضة مكره.
ونباهة الكثرة الكاثرة من الباحثين والأكاديميين، والصحفيين في أيماءة موحية في جرائد يومية عراقية، وصحف عربية، أغدقت على هذا الترف التاريخي، من خلال معاناة الوطن العربي، وهو يواجه التطرف الديني..
حيث أن النظام العربي لم ينتبه لمشروع الشرق الاوسطي المراد تنفيذه.ويتعذر التكهن بأبعاده المكشوفة بشتى الأحتمالات، وأخطرها، فهو مكيدة للقضاء على العروبة وهويتها العربية وطمس قضيته المركزية (فلسطين)، وأدخال الكيان الصهيوني في حظيرة الشرق الأوسط، الى جانب الدول العربية في عملية تطبيع فاجر.
وشعر المواطن العربي بالندامة بعدما حصل للعراق من واقعة تفكيكه وسرقة حضارته، قبل أن يتبين للجميع أنهم في شطط تاريخي يختانون أنفسهم في زمن الأحتباء السياسي يضللهم الاستعمار الامريكي بظله الذي هو أقرب الى الفاشية والفوضوية..
مقالات اخرى للكاتب