الانحدار السريع الذي تبع الكشف عن تورط اقرب دائرة تحيط بالمالكي في صفقة السلاح الروسي , جعلت هذه المجموعة في وضع لا تحسد عليه , فإما الاستمرار في خلق الازمات والمشاكل الاعقد , التي يتبعها اشغال جميع العراقيين في صراعاتهم حتى لو اقتضت ايصالهم للحرب الاهلية , او السكوت وانتظار نتائج التحقيق الذي سيكون اول المدانين فيه ولده احمد . وهذا لا يرتضيه المالكي او اي واحد متنفذ في العملية السياسية سواء داخل الحكومة او خارجها .
تحت عنوان ( محافظو دولة القانون يهددون ب " اجراءات شديدة " في حال تعديل قانون المساءلة والعدالة ) نشر موقع " صوت العراق " عن المدى برس يوم 7 / 2 / 2013 ان ( المحافظون عن حزب الدعوة الاسلامي بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي هددوا امس ب" اجراءات شديدة " في حال اقدام البرلمان على الغاء قانون المساءلة والعدالة او تعديله , وأكدوا انه سيكون لهم موقف " حاسم " من هذه القضية ) . وابرز ما في المؤتمر الصحفي الذي عقده محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق , وهو عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة , مع محافظي واسط والديوانية وكربلاء الاعضاء في حزب الدعوة , قد اكد فيه : ان اللجنة الوزارية زارت محافظات الاعتصامات ولم تزر مناطق المحافظات الوسطى والجنوبية , " مضيفا " رغم ان هذه المناطق لديها مطالب وقاعدتها عريضة وعدد سكانها اكبر ".
من يسمع كلام عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الذي يقود السلطة , والذي قرر مجموع السياسات التي اوصلت العراق لهذا المنحدر الخطير , يعتقد ان صلاح عبد الرزاق مجرد محافظ غيور يدافع عن تطلعات ابناء محافظته وشهدائها الذين يريدون احقاق حقهم , وبكل براءة يضيف عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة :" رغم ان هذه المناطق لديها مطالب وقاعدتها عريضة وعدد سكانها اكبر ". والحثالات في الجانب الآخر ايضامن بعثيين وتكفيريين يؤكدون ان محافظاتهم هي المحافظات الاكبر مساحة في العراق , ومثلك ايضا لا يوجد كلام عن وحدة الوطن ووحدة المصالح المشتركة .
شكلت الحكومة مطلع الشهر الماضي لجنة وزارية تضم سبعة اعضاء يترأسها نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني , ومهمتها النظر في مطالب المتظاهرين , وأعلنت خلال الايام الماضية وخلال زيارتها المحافظات التي تشهد حركة احتجاجات , عن اطلاق سراح الآلاف من السجناء وإعفاء المئات من أعضاء حزب البعث المحظور من اجراءات المساءلة والعدالة وزيادة رواتب عناصر قوات الصحوة , في محاولة لإرضاء المتظاهرين . هذا ما اكده حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء . والسؤال لصلاح عبد الرزاق عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة , وليس المحافظ المتمسكن الذي يدافع عن ( رغبات ) ابناء محافظته , ما رأيك بكلام الشهرستاني* وليس غيره ؟!
البعثيون يريدون انهاء القانون ؟ نعم , ولكن من من العراقيين الذين دفعوا كل هذه الاثمان الباهظة بسبب البعث يريد ذلك ؟! المشكلة عند العراقيين ليست بإنهاء القانون او بقائه , مشكلتهم هي في محاسبة كل من تلوثت يده بدماء العراقيين , لا ان يطلق سراح المجرمين والقتلة لأنهم اعلنوا براءتهم وانضموا الى حزب الدعوة او التيار الصدري او اي حزب طائفي آخر , ووقعوا على ولائهم لهذه الاحزاب مثلما وقعوا على ولائهم لصدام , وهذه هي المشكلة .
*اسمي الكامل عزيز علي رستم , وسؤلت اختي من قبل ضابط الجوازات عندما ارادت الحصول على جواز سفر : اصلج ايراني ؟! اجابته : يعني الممثلة المصرية هند رستم هم ايرانية ؟! ونحن مسفرون الى ايران منذ عام 1970 . ولا يوجد لقب الشهرستاني الا في ايران .
مقالات اخرى للكاتب