أعلن المتقاعدون الحرب على العبادي وحكومته الخائبة، كما يسمونها،بعد ان تأخر موعد تسليمهم لرواتبهم لمدة اسبوع ،وهذا ما لم يكن يحصل في عهد المالكي او ما قبله. ومن مقهاهم بباب المعظم راح المتقاعدون يتحدثون بصوت عال عن ابو سبعة وستين(الكنية التي أطلقوها على العبادي) بعد ان تأخر راتبهم سبعة ايام.
كان العديد من المتقاعدين يتحدث بمرارة عن الحرج الذي سيواجهونه امام المؤجر وصاحب المولدة،فما العذر، وقد حلّ الموعد المؤجل اساسا؟ فالمتقاعد باللتي واللتيا اقنعهم ان يدفع كل شهرين ،وها قد استحق الموعد ولم يدفع ما عليه، فماذا سيقول لـ( الديانة) الاخرين؟هل يقتنعون ويصبروا عليه عندما يقول لهم ان الحكومة كذبت علينا ولم تحترم التزاماتها معنا فهل، يقبلون عذره؟ احد المتقاعدين قال :ان العبادي جعلنا نترحم على ايام المالكي ،كما جعلنا( ابو خابصه) نترحم على صدام وايامه،.وكل ما نسمعه منه ما هو ألاكلام لم يعد يصدقه احد...ومعظم المتقاعدين، حقيقة،لايجدون قوت يومهم الا بصعوبة بالغة مع راتب (كل شهرين) فكيف الحال اذا ما تأخر الراتب اكثر من ذلك؟....
الحكومة الحالية، كسابقتها، لا يهمها ان اكل المواطن ام جاع. وهي تدري بحال العراقيين والفقراء منهم تحديدا، ويرى العبادي ومن سبقه على الكرسي، ان الجامعات العراقية قد دفعت الى سوق العمل باكثر من ثلاثة ملايين، منذ عشر سنين ولحد الان، مازالوا عاطلين. وهناك اكثر من ثلاثة ملايين مهجر او نازح يعانون الامرين، وهناك ايضا اكثر من خمسة ملايين دون خط الفقر،كثير منهم يبحث عن طعامه في المزابل لم تلتفت اليهم حكومة العبادي.. واذا ما كانت هذه الحكومة تدري بكل هذه المأسي ولم تفعل شيئا لتخفيفها ،على الآقل،فهل نتوقع منها خيرا بالنسبة لثلاثة ملايين متقاعد؟ .. ..
يقول احد المتقاعدين:قد يقول قائل ان العبادي قد ورث من سلفه المالكي تركة ثقيلة ولا يستطيع ان يصلح الحال بشهور.وقد يكون مثل هكذا قول تبريرا مقبولا لو كان العبادي بعيدا عن السلطة في اثناء حكم المالكي. أما وان يكون رئيسا للجنة المالية والاقتصادية في مجلس النواب ،وكان يتستر على السرقات ونهب ثروة البلاد، ولا يحرك ساكنا، ولا يقول حتى أفٍ ،فلا يمكن الا ان يكون شريكا او شيطان اخرس. وبعد كل ما ذكرنا هل يأمل منه المتقاعدون خيرا؟ .
مضى على العبادي ثمانية شهور، وما تزال تحت يديه ثروة من الاموال مودعة في البنوك المحلية والاجنبية، فلماذا لا يعالج بها مشكلة تأخير تسليم الرواتب عن موعدها، في حين تدفع رواتب من هو مدير عام الى اعلى في موعدها ولا تتأخر يوما واحدا ، بينما تتأخر رواتب صغار الموظفين اسابيع وبعضهم شهورا. ففي وقت سابق لتأخير دفع رواتب المتقاعدين رأينا هوشيار زيباري(وزير مالية العبادي) يملآ حقائبه باكثر من 600 مليار دينار لينقلها الى اربيل لكي توزع كرواتب الموظفين هناك. فهل هذه الواقعة تركة من المالكي ام ان العبادي اراد ان يجامل ويسايس البارزاني ليستقبله في عاصمة ملكه، فقدم له (هدية)على حساب الفقراء من العراقيين؟
مقالات اخرى للكاتب