المتتبع لسيرة السفير السعودي منذ مجيئه الى العراق حتى مغادرته الدراماتيكية وبتأني سيجد ان الكثير من المخفيات ظهرت وبدون حرج وتردد لا من قبل السفير السعودي ولا حتى من الحكومة العراق ,, معروف للعالم أن مهام السفير او القنصل واضحة ومندرجة تحت قانون الدبلوماسيات والتبادلات الدبلوماسية بين الدول لكن في حالة السفير السعودي تشعر ان الامر مختلف جدا بل ومن يومه الاول صارت مهام السفير غير تلك التي جاء بها من أجل رعاية مصالح السعودية في العراق ولذالك صار مثارا للجدل بين الاوساط الشعبية والسياسية حتى .. فالرجل ضابط تدرب بأرقى الكليات والمعاهد الامريكية وعمل مع القوات الاجنبية وهو رجل امن يسير خلف الجنرالات لذالك مثل هكذا شخصية بالتأكيد فأن خلفيته المهنية لا تتناسب بمثل ما يقوم به السفير من واجبات دبلوماسية وسياسية فرجال العسكر يتربون بطرق مختلفة خشنة نوعما وبعيدة كليا عن التحادث السياسي والدبلوماسي حتى ولو اصبح دبلوماسيا بعد حين فهو بالتأكيد ستبقى تلك النزعة العسكرية واضحة في تصرفاته ولا يستطيع أخفاءها وبالتالي فهو موضوع خطر في مكان أخطر ..استأجرت السفارة جناحا في فندق الرشيد وابتعد كليا عن جميع مهامه الملقاة وصار سياسي عراقي بأمتياز يصرح في المحافل واللقاءات العراقية وفي اكثر من مكان وتصريحاته دائما تدخلية وفي الشأن العراقي وله تغريدات على مواقع التواصل من الصعب ابقاءه في العراق حتى ولو ساعة واحدة وهو يتهجم ويتهم وينتقد بل انه في آخر مرة اتهم اطرافا لمحاولة اغتياله دون ادنى دليل او قرينة ,, بعد كل ضجة اعلامية اوسياسية اوشعبية ضد السفير وبكل الوسائل الشعبية او حتى انتقادات سياسية يخرج منها السفير سالما ومعافى الى اخر درجات الاصرار والعزيمة على نهج واحد ذالك مايشعرك ان الرجل وراءه الكثير الكثير مخفي او لعله يريد تحقيق امورا مع الوضع العراقي ثم يغادر ..
ما قيل او يقال من أن السفير السعودي فشل مهمته بالتأكيد قائل هذا القول لم يتتبع الاحداث بدقة فالسيد سبهان نجح في مهمته نجاح باهرا وادى ما عليه من مهام جاء بها واستطاع تمريرها بسهولة الى بعض الجهات السياسية العراقية التي من الممكن أن تنقاد بالمال وتصبح تابعة له وهذا ما شاهدناه في أجتماعاته في فندق الرشيد مع بعض الشخصيات السياسية المتنفذة في الحكومة والبرلمان العراقي التي تخرج من اللقاء بتصريحات مغايرة لما كانت تصرح به سابقا وهناك جهات متنفذة اخرى لم يستطيع السيد سبهان اختراقها بالمال او بالوعود لكن استطاع دحرجتها بمحاولة تأليب البعض على البعض الاخر وهو يدفع لجهة أخرى على أخرى لها تأثير على الاخر ,,اكثر ما وجهه سبهان هو الرأي العام العراقي الذي انبرى له منذ مجيئه في اليوم الاول ولحد خروجه وايضا قادة الحشد الشعبي والدعوات لأخراجه من العراق لانه غير مرغوب به لكن مع كل هذا وذاك فالقرار يبقى بيد الدبلوماسية العراقية التي بيدها تبقي او تطرد السفير اي سفير كان سعودي ام اجنبي خاصة ذالك الي يهدد الامن السلمي والمجتمعي لدولة ما وبما أن الدبلوماسية العراقية (الخارجية العراقية ) هي الحلقة الاضعف في كل ذالك فان السيد سبهان كان مطمئنا او ربما ليس الضعف وحده لعل هناك بعض الاتفاقات او الاجندات الممررة والمتفق عليها مع الجانب العراقي جعل منه مطمئنا لحين تنفيذ ما جاء من أجله ..من وجود السفير هذه الفترة البسيطة نوعما نلاحظ انه كان يعزف على وتر التفرقة الطائفية وبوضوح دون اي مواربة او خشية لكن في الوقت عينه كان يعمل بجد مع السياسيين وخاصة البرلمانيين على أنضاج قانون العفو العام الذي كان قد ملئت اوراقه الاتربة في ادراج البرلمان منذ سنوات وكان اكثر ما يعمل عليه او محاولته اطلاق صراح المعتقلين السعوديين وصدرت منه رسائل واضحة عند زيارته الى سجن الناصرية وهو يطمئن هؤلاء بفرجهم القريب وايضا من الواضح ان العدد الهائل من هؤلاء السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لم يعدم منهم اي شخص ومنذ سنوات حتى أن مجرمي سبايكر التي حصلت فاجعتها قبل سنتين نفذ فيهم الاعدام الا هؤلاء لم يمر بعهدتهم احد وكان هذا هو الهدف الاول والكبير .
لم الان ولم بعد أن اقر غادر السفير ولم اهدى العاهل السعودي مئة مقعد للحج الى العبادي ولم اعترضت عليه بعض الجهات بعد مغادرته ؟؟؟؟؟
العشرات من علامات الاستفهام يجب ان تترائى امام العراقيين كشعب قبل المحلل السياسي فكل ذالك لايمكن الا أن يكون مثار للجدل مرة واخرى للسخرية وبتتابع الاحداث زمنيا سنرى تسلسل الاحداث واضحا في مسيرة السفير وعمله هذا ... لم ظهر قانون العفو العام الان بعد تحركات السفير اذن هذا واضح من تحركاته وبعد أن اقر القانون طلبت الحكومة العراقية استبداله اليس الرجل كان مثارا للجدل قبل ذالك لم لم تطرده او تستبدله ؟ اليس في الامر شيئا واضحا ومريبا ؟ وهل يعقل ان يهدي ويكرم العاهل السعودي عدد من مقاعد الحج الى الحكومة العراقية والسعودية دائما متشنجة في سياستها اتجاه الحكومة العراقية الشيعية ؟ ماذا حدى مما بدى ليحصل هذا التنفيس في العلاقة المفاجئة وبعد مغادرة السفير ,, والأمر الاخر الذي ربما يعتبره البعض جدا طبيعيا وأجده ابدا ليس طبيعيا وعاديا هو أعتراض البعض من الجهات السياسية على بعض فقرات القانون وبعد اقراره والتصويت عليه وهو من خرج من ادراجها وافكارها وحصل ذالك بعد مغادرة السفير والذي كما أعتقد ان البعض لم يجرأ على الاعتراض بوجوده لانه قد بلع وذاق طعم الرشوة او المال السعودي ,, ليس هذا وحسب بل هناك الكثير من الاحداث التي جرت بعد مجيء السفير وحتى بعد طلب الاستبدال المهين للخارجية العراقية خاصة بعد أن وافقت السعودية برحابة صدر لطلب العراق دون ان تعترض او تصرح وهذا ما توقعه البعض لكن الامر صار جدا عاديا لان كل ذالك هو من ضمن اللعبة كاملة .
مقالات اخرى للكاتب